الغلاء «كاس على كل الناس المعتّرة»
فيما أكدت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مراراً وتكراراً تكثيف الدوريات في الأسواق للجم الأسعار وكبح التجار عن استغلال شهر رمضان لرفع الأسعار، كان إيقاع الأسواق في اللاذقية «يغني على ليلاه»، حيث شهدت أسعار الخضار والمواد الغذائية في أسواق اللاذقية ارتفاعاً جديداً وغير مسبوق.
في جولة لـ«تشرين» على أسواق اللاذقية، المشهد العام يضج بالحركة وسط عمليات بيع وشراء لجميع أنواع المواد الغذائية، بالرغم من حالة الاستنكار إزاء الارتفاع الكبير في الأسعار، والذي يلخِّصه عدد ممن التقيناهم بالقول : غلاء فاحش وغير مبرر، يطول الخضار والفواكه وجميع المواد الأساسية وغير الأساسية، لكننا مجبرون على الشراء، إذ يجب أن نتدبر أمرنا ونطعم أولادنا.
الحسابات والأوزان والتكاليف تغيرت عن الماضي، بحسبة سريعة وبسيطة تشرح إحدى السيدات بأن أقل طبخة باتت تكلفتها اليوم بين ٨-١٠ آلاف ليرة، بمكونات من الخضار، باعتبار أن اللحوم باتت أسعارها ناراً كاوية وزبائنها عائلات “خمس نجوم”.
كما دللت بأنها اليوم عندما تقصد السوق لم تعد تشتري بالكيلو أو أكثر كما كانت تفعل في الماضي، بل أصبحت تشتري حسب الميزانية التي وضعتها لطبخة اليوم، وأضافت: في البداية شعرت بالخجل عندما طلبت من البائع أن يزن لي “حبتي” بطاطا و”حبتي” بندورة، أو أن يزن لي بـ٢٠٠٠ أو ٣٠٠٠ ليرة من مادة سعر الكيلو الواحد منها ٧ أو ٨ آلاف ليرة، لكن عندما رأيت الكثير غيري يفعل الأمر ذاته، شعرت بأن الأمر عادي والغلاء “كاس على كل الناس المعتّرة”.
بدوره، تساءل أحد المواطنين: إذا كانت البندورة التي تباع في الأسواق بلاستيكية، وموطن البيوت البلاستيكية في الساحل، فلماذا هذا الارتفاع الجنوني في السعر الذي وصل اليوم إلى ٥٠٠٠ ليرة، مستدركاً: مهما بلغت تكاليف الإنتاج فإنها لا ترفع السعر إلى هذا الحد، وخاصة أن أجور النقل ليست مرتفعة باعتبار أنها “شغل الساحل”.
وفي جولة على الأسعار، سجل كيلو البندورة بين ٤٧٠٠- ٥٠٠٠ ليرة، الخيار ٤٥٠٠- ٥٠٠٠ ليرة، البطاطا ٣٠٠٠ ليرة، الكوسا بين ٣٥٠٠- ٤٠٠٠ ليرة، البصل اليابس ٢٧٠٠ ليرة، الفول الأخضر بين ٣٠٠٠- ٣٢٠٠ ليرة، الفليفلة الخضراء بين ٥٥٠٠- ٦٠٠٠ ليرة، البازلاء ١٣ ألف ليرة، الفاصولياء الخضراء ١٨ ألف ليرة.
الارتفاع الجنوني للأسعار يتمدد أيضاً ليشمل المواد الغذائية الأساسية التي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها، وخاصة مع ازدياد الطلب عليها في رمضان، إذ يباع كيلو العدس المجروش بـ٧٢٠٠ ليرة، العدس الأسود بين ٧٠٠٠- ٩٠٠٠ ليرة، البرغل ٦٣٠٠ ليرة، الرز حسب النوع يبدأ بـ٣٥٠٠ ليرة، الحمّص بين ٥٥٠٠-٦٠٠٠ ليرة، فاصولياء بين ٨٠٠٠- ٨٥٠٠ ليرة، السكر ٤٠٠٠ ليرة، كيلو الشاي بين ٣٥-٤٠ ألف ليرة، كيلو البن بين ٣٥-٥٠ ألف ليرة، علبة الزيت النباتي بين١٦-١٨ ألف ليرة، عبوة لبن وزن ٩٠٠ غرام ٢٤٠٠ ليرة، جبنة ٢٠٠ غرام بـ٤٥٠٠ ليرة، زبدة نباتية ٣٨٠٠ ليرة، كيلو سمن ١٥ فما فوق، حلاوة ٤٠٠ غرام بـ٦٥٠٠ ليرة.
وطالب المواطنون بتفعيل الرقابة التموينية على الأسواق وعدم الاكتفاء بالتصريحات عن تنظيم ضبوط تموينية هنا وهناك لم تنجح في ضبط الأسواق ولجم التجار عن المنافسة في رفع الأسعار، كما طالبوا الجهات المعنية في المحافظة بالتواصل مع المعامل الموجودة في المحافظة لطرح المواد عبر أسواق مباشرة للمستهلك، على غرار الأسواق الشعبية.
بدوره، عزا مدير دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك رائد عجيب، ارتفاع سعر كيلو البندورة إلى ارتفاعها أساساً من بانياس حيث يتم نقله إلى أسواق اللاذقية، كما عزا ارتفاع سعر بقية أنواع الخضار إلى قلتها في الأسواق بسبب موجة الصقيع الأخيرة التي أدت إلى تضرر محاصيل زراعية، مؤكداً أن أسعار الخضار والفواكه محكومة بالعرض والطلب.
وفيما يتعلق بالمواد الغذائية الأخرى، بيّن عجيب أنه يتم الطلب من التجار الذين يقومون باستيراد المواد الغذائية حديثاً، تقديم بيان تكلفة استيراد، وبناء عليه يتم تحديد سعر المادة، وأضاف: في جميع الأحوال هناك نشرة تموينية بأسعار المواد الغذائية، ودورياتنا موجودة في الأسواق لمراقبة التقيد بالأسعار وتنظيم الضبوط التموينية اللازمة.