لحوم الدواجن دائرة فوضى إنتاج… وعاصفة اضطراب أسعار

أصبحت تربية الدجاج ضرورية لكسب الرزق للعديد من سكان الريف الذين يفتقرون إلى الموارد، وغالباً ما تكون المدجنة هي الأصل الوحيد الذي يمتلكونه. وتساهم تربية الدجاج بشكل كبير في تحسين التغذية البشرية، وتوفير الغذاء (البيض واللحوم) بمغذيات عالية الجودة ومغذيات دقيقة ؛ وإدرار دخل ومدخرات صغيرة، وبالتالي تعزيز القدرة على مواجهة الصدمات وتقليل الضعف الاقتصادي ؛ وتوفير السماد الطبيعي لإنتاج المحاصيل.

69 مليار دجاجة عام 2018
يؤكد الخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن أكثر أنواع اللحوم شيوعاً على مستوى العالم هي الدواجن ثم المجترات (لحوم البقر ولحم العجل والأغنام ) وعلى الصعيد العالمي من المتوقع أن تمثل لحوم الدواجن 41٪ من إجمالي البروتين من مصادر اللحوم في عام 2030 .ومن المرجح أن يرتفع استهلاك لحوم الدواجن في جميع أنحاء العالم إلى 145 مليون طن (بحلول عام 2029) . وبينما تعتبر الدواجن عموماً بروتيناً صحياً، إذ ثبت أن اللحوم الحمراء تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وتشير البيانات الإحصائية إلى أن عدد طيور الدجاج المذبوحة بالعالم بهدف الاستهلاك البشري وصل إلى 69 مليار دجاجة عام 2018
حافظت على مصدر بروتين الفقراء
وتعتبر لحوم الدجاج ، والبيض أفضل وأرخص مصدر للبروتين عالي الجودة – حسب قرنفلة – ويحتاجها بشدة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في فقر ، نظراً لأن لحم الدجاج والبيض مصدران مهمان للبروتين وأيضاً للفيتامينات والمعادن المهمة. ولحوم الدواجن والبيض متوافرة على نطاق واسع ، وهي رخيصة الثمن نسبياً وخاصة عند مقارنتها بقيمة مصادر البروتين الحيواني الباقية ، ويمكن أن تكون ذات أهمية مركزية في المساعدة على سد النقص في العناصر الغذائية الأساسية ، ولا سيما بين الفقراء. يمكن الحد من الإصابة بالعديد من الأمراض الأيضية الشائعة المرتبطة بنقص المعادن الغذائية والفيتامينات والأحماض الأمينية من خلال مساهمة منتجات الدواجن الغنية بجميع العناصر الغذائية الأساسية باستثناء فيتامين سي.
ومن الثابت أنه كي تتم مكافحة سوء التغذية ونقص التغذية بصورة فعالة يتعين تقديم 20 غراماً من البروتين الحيواني للشخص يومياً أو 7.3 كلغ سنوياً. ( يمكن تحقيق ذلك من خلال استهلاك نحو 33 كلغ لحم هبر أو 45 كلغ سمك أو 60 كلغ بيض أو 230 كلغ حليب على التوالي في السنة).

فوضى الإنتاج
ويرى أنه بغض النظر عن تداعيات الأزمة وما تركته من آثار على قطاع الدواجن ، لا بد من الاعتراف بأن الحصول على أرقام دقيقة تحدد عدد المداجن العاملة والمداجن المتوقفة يعتبر ضرباً من المستحيل ، كما أنه من العسير وضع تنبؤات بحالات التحول بنشاط المدجنة من تربية فروج اللحم إلى تربية الدجاج البياض أو العكس ، وربما كان من الصعب أيضاً السيطرة على التجارة اللا شرعية عبر الحدود بمنتجات الدجاج, حيث تشير معلومات السوق إلى حركة تبادل لبيض التفريخ وبيض المائدة ولحوم الدجاج أحياناً عبر معابر الحدود غير الشرعية . ويخضع حجم واردات القطر من صيصان جدات وأمات الفروج إلى تذبذب واسع بين عام وآخر كما تشير بيانات الواردات ، هذا الواقع يخلق حالة من الفوضى في حجم الإنتاج المتوقع ويضع صاحب القرار في مأزق حقيقي ويجعل من وزارة الزراعة المسؤولة عن القطاع مجرد مراقب خطوط تماس .
ويضيف : إن فوضى إنتاج لحوم الدجاج محلياً ( الفروج تحديداً ) تخلق شكوكاً غير مسبوقة في سلاسل الغذاء المحلية ، ولعل العواقب الاقتصادية والاجتماعية لفوضى الإنتاج تلك التي ستلغي التوقعات الإيجابية لإنتاج الدواجن على المديين القصير والمتوسط .
وتفرض عوامل متداخلة ضغوطاً غير مسبوقة على سلاسل توريد منتجات الثروة الحيوانية عموما ومنتجات الدجاج بشكل خاص ، ووفقاً للواقع فإن النمو السلبي لقطاع إنتاج لحوم الدجاج والبيض الذي برز خلال سنوات الأزمة كأحد تداعياتها وارتفاع أسعار الأعلاف ، عوامل ساهمت في مزيد من الانخفاض في حجم المعروض من منتجات الدجاج في الأسواق المحلية فضلاً عن التوقف التام لصادرات القطاع …

انخفاض القدرة الشرائية قلب المعادلة رأساً على عقب :
وخلال الفترة الأخيرة وتحت إيقاع انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين وتواتر ارتفاع أسعار الأعلاف تراجع حجم المبيعات من منتجات الدجاج ما عكس اتجاه منحنى الأسعار باتجاه الانخفاض دون حدود التكلفة وألحق بالمنتجين خسائر فادحة هددت استمرارية عمل الكثير منهم، كما قذفت بعدد آخر خارج حلقات الإنتاج، ما قلب معادلة التفاؤل بنمو حجم الإنتاج رأساً على عقب .

ومن الثابت أن الطيور تأكل في المقام الأول لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وعادةً ما يتم تغذية سلالات الدواجن الحديثة بنظم غذائية عالية الطاقة نسبياً . ومصدر الطاقة الرئيسي حالياً (الحبوب العلفية السائدة المستخدمة في علف الدواجن في جميع أنحاء العالم ) هي الذرة الصفراء. ويرجع ذلك أساساً إلى أنها سهلة الهضم للغاية بالنسبة للدواجن. بالإضافة إلى ذلك فهي مستساغة وخالية من العوامل المضادة للتغذية. وتعتبر قيمة الطاقة القابلة للتمثيل الغذائي للذرة عموماً المعيار الذي تتم مقارنة مصادر الطاقة الأخرى به ومصدر الطاقة الآخر الذي يلبي معظم معايير الذرة نفسها هو الذرة الرفيعة منخفضة التانين. يمكن زراعة الذرة الرفيعة في المناطق ذات الأمطار المنخفضة وهي محصول شائع في المناطق الحارة المعرضة للجفاف. ويحد المحتوى العالي من التانين في العديد من أصناف الذرة الرفيعة القديمة من استخدامها في غذاء الدواجن ، ولكن الأنواع المنخفضة التانين متاحة الآن ويمكن استخدامها في علف الدواجن دون أي قيود. تتراوح قيمة الطاقة في الذرة الرفيعة منخفضة التانين من 90 إلى 95 في المئة من طاقة الذرة.
مصدر البروتين النباتي المستخدم تقليدياً في صناعة العلف هو كسب فول الصويا يتمتع بروتين فول الصويا بتوازن جيد من الأحماض الأمينية الأساسية ، والتي يمكن أن تكمل معظم الأنظمة الغذائية القائمة على الحبوب. توافر الأحماض الأمينية في وجبة فول الصويا أعلى من تلك الموجودة في وجبات البذور الزيتية الأخرى. كما أن محتوى الطاقة القابلة للتمثيل الغذائي أعلى بكثير مما هو عليه في وجبات البذور الزيتية الأخرى. ويحتوي فول الصويا الخام على العديد من العوامل المضادة للتغذية ، بما في ذلك مثبطات الأنزيم البروتيني ، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على هضم البروتين وأداء الطيور. ومع ذلك يتم تدمير هذه المثبطات بالحرارة أثناء معالجة وجبة فول الصويا. وتعتبر وجبة فول الصويا المُجهزة بشكل صحيح مصدراً ممتازاً للبروتين لجميع فئات فول الصويا ، مع عدم وجود قيود على استخدامها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار