لا تزيدونا فقراً !!
هكذا وببساطة.. الناس من خوف الفقر في فقر, ألم يكن تعريف خط الفقر بأنه أدنى مستوى من الدخل يحتاجه الإنسان حتى يكون بإمكانه توفير مستوى ملائم من المعيشة ؟ ألم يكن مصطلح الفقر المدقع يتمثل بالعجز عن توفير تكاليف الحياة الضرورية فقط؟! أليست طبقة واسعة من المجتمع تعيش حالياً تحت خط الفقر أو ما يسمى الفقر المدقع؟
لا نبالغ إذا قلنا إننا فقراء جداً, ولا نتعدى حدود الحقيقة إذا اعترفنا أننا جميعنا عاجزون ” المواطن والمسؤول “، فالمواطن بات من رواد الأسواق للفرجة فقط, والمشكلة ليست هنا فقط, وإنما وصلت إلى الكهرباء والمياه وتأمين القليل من الدفء وكل مصاريف المدارس والمواصلات وحتى الدواء الذي ارتفعت أسعاره بشكل لا يوصف, أما تسعيرة الأطباء الذين من المفترض أن يكونوا رسلاً للرحمة, صاروا تجاراً لأمراض البشر!!
أما المسؤول فيبدو أنه لم يعد في جعبته أي حلول سوى وعود وكلمات تحمل في طياتها جملاً منمقة ليس فيها أي أمل أو عمل, وإنما تسويف ونكران للواقع, واللعب على الوقت!!
حال الناس يدور في فلك سؤال واحد : إلى متى يستمر ارتفاع الأسعار؟ وإلى متى نزداد فقراً وحاجة؟ أما السؤال الصعب الذي يتردد على الألسنة: أليس هناك من منقذ؟ أليست هناك من خطط إسعافية وبرامج للنهوض بذلك الواقع المعيشي المتردي, بدلاً من الصمت أو حتى التصريحات الجوفاء التي لا طائل منها؟!
الفقراء يتزايدون يومياً, ولكن الغريب أن بعضهم لا يزال يطالبهم بالتقشف وشد الأحزمة لمن أضحت بطونهم ملتصقة بظهورهم, وتلك قمة المفارقة!! بينما نرى على المقلب الآخر طبقة من الأثرياء يعيشون في كوكب ثانٍ, وبعضهم أثرى على حساب الفقراء الذين لا سند لهم!
نحتاج قلوباً نظيفة, وضمائر حية, نحتاج أناساً تعمل ومسؤولين بحجم وطن قلوبهم على الناس, وعقولهم تعمل لخدمتهم, وإذا بقيت سياسة التطنيش هي السائدة, سنقول وباختصار: كفاكم لا تزيدونا قهراً وفقراً..