ليس عاديا في شهر مبارك
حل الشهر المبارك ولعله هذه المرة هو الأصعب بين كل ما سبقه من أشهر رمضانية، وكأننا بين رحى طاحون بسبب الصغوط الاقتصادية حيث لا تستطيع أغلبية الأسر تأمين أبسط احتياجاتها، أما سبب ذلك فمرده إلى مداخيلها المحدودة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني.
رمضان كريم ، ورمضان شهر المغفرة والتسامح ، حين ندرك معانيه وعظمته وحين نترجم هذا فعلا ونعمل بعيدا عن الغش والجشع والكذب والنفاق والاستغلال نكون قد جسدنا قيم هذا الشهر الفضيل.
ليس أمرا عاديا أن تتقلص قائمة المواد الغذائية على موائدنا الى هذه الحدود ،وليس مبررا هذا التسونامي في أسعار المواد مهما كانت الحجج ومبررات .
أسعار كل المواد خارج المألوف ، ولو كنا نسمع هذا في الحكايات لما صدقنا لكننا نعيش هذا الوجع ، ولابد ان آثاره لن تقتصر على استبعاد سلعة أو أكثر من القائمة وثمة مواد أساسية يمكن تعويضها .
ثمة أمور لا يمكن المسايرة فيها لأننا هنا نكون نكذب على أنفسنا وعلى الجميع فكلنا نعيش التفاصيل. . لا يمكن أن نطلب بعد شد الأحزمة فقد باتت الصدور ملتصقة بالظهور وهذا من شأنه ان يسبب تبعات صحية كثيرة .
رمضان شهر المحبة والصدق وإذا كنا نتمثل قيمه الحقة لابد أن نكون صادقين ونعلي كلمة حق على رؤوس الأشهاد بأن حال الأسواق تعد سابقة لم تمر على البلاد والعباد.. هذا ما يجب ان يسمعه المعنيون .