شبهة تستحق العتب!
يجمع أغلبنا على أن مشكلتنا الحالية هي اقتصادية تعود في أسباب كثيرة منها إلى العقوبات الأحادية الظالمة وأسباب خارجية، و مسببات داخلية ترتبط بسوء الإدارة وقلة الجهود الاستراتيجية والفساد وغيرها..
وفي كثير من الأحيان يساهم إعلامنا في تسليط الضوء على بعض القضايا وأحيانا تقديم المعالجات التي قد تكون غائبة عن ذهن متخذي القرار أو تحرك تفكير الجميع وصولا إلى الحل الأمثل الذي يمكن تطبيقه ضمن معطيات اقتصادنا.
ولعل اللقاءات التي يجريها زملاؤنا مع الأكاديميين من أهم سبل التفكير الجماعي تجاه قضية معينة، لكن للأسف وخلال الفترة القليلة الماضية وعند التواصل مع أكاديميينا لمناقشة أمور معينة نتفاجأ بمحاولتهم التهرب من الإجابة بشكل غير مباشر أو أحيانا يردون بأن ذلك سيكون مزعجا للجهات المعنية التي تتمنى عليهم عدم إصدار تصريحات .
أحد أساتذة جامعة دمشق قال معتذرا عن تقديم رأيه إنه تم استدعاؤه من الجامعة للاحتجاج على تصريح لم يعجب الجهات المعنية لأن مواقع خارجية حورت تصريحه، وإنه تعهد بعدم الحديث مجددا لوسائل الإعلام!
لذلك يحق لنا أن نتساءل: هل إبداء الرأي من أهل العلم أصبح شبهة تستحق العتب؟ وإذا كان كذلك فما الفائدة من جامعاتنا وأساتذتها؟ هل يقتصر دورهم على إعطاء الأساسيات النظرية من دون المساهمة في تقديم الحلول؟
كما يمكننا أن نلوم الأكاديميين بسبب قبولهم التعرض للضغوط خوفا من افتقاد ميزات يتنعمون بها أو طمعا بمناصب قد تعرض عليهم مستقبلا ، والابتعاد عن دورهم في قيادة المجتمع وتصويب أخطائه وتصحيح عثراته، لذلك نتمنى أن ينحازوا إلى العلم والمنطق في دورهم.