انطلاق فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي اليوم
انطلقت اليوم فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الشيخ صالح العلي في ساحة المجاهد الكبير بمدينة الشيخ بدر في محافظة طرطوس وسط حضور رسمي وديني وشعبي حاشد.
وأكد مدير الثقافة في طرطوس كمال بدران أن المهرجان هو فرصة لاستذكار رجال الثورة الذين صنعوا مجد سورية المشرق في تاريخ امتنا، هذا التاريخ الذي بناه الشيخ المجاهد صالح العلي ورفاقه المجاهدين بدمائهم الطاهرة ليصنعوا لنا عيد الجلاء، لافتاً إلى أن استمرارية المهرجان رسالة لتأكيد معنى الجلاء ولتكريس قيم الشهادة والشهداء والمجاهدين الذين روا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن.
وأشار الباحث في ثورة الشيخ صالح العلي شاهين شاهين إلى أن احتفال اليوم من معقل المجاهد الكبير له قيمة عالية، حيث أطلق من هذا المكان أول رصاصة بوجه المستعمر الفرنسي صامداً بوجهه مع رفاقه المجاهدين لنحو ثلاث سنوات ونصف السنة كبدهم فيها خسائر فادحة، معتبراً أن الاحتفال بهذا المناضل رسالة لنؤكد للعالم تمسكنا بهذه القيم واستمرارنا في الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه.
وتضمن اليوم الأول للمهرجان أمسية شعرية قدم فيها عدد من الشعراء مجموعة قصائد وطنية تمجد بطولات ومآثر المجاهدين وتضحياتهم ومقاومتهم للاحتلال الفرنسي، وتبين أهمية المجاهدين في حياة الأمم ودورهم في الاستقلال والحرية. وقرأ الشاعر بسام حمودة قصيدة تحاكي رمزية شهر نيسان وما يحمله من ذكرى طيبة في نفوس السوريين وأهمها عيد الجلاء الذي صنعه ثوار سورية الحقيقيون.
وأكد الشاعر باسم عمرو من محافظة السويداء أنه علينا جميعاً أن ننهل من معين نضالات أبطال الاستقلال الشيء الكثير لأننا نتعرض اليوم لما تعرض له هؤلاء الأبطال في الماضي وأن واجب كل سوري حماية الوطن بالغالي والنفيس كي لا تذهب كل هذه التضحيات سدى. ويرى الشاعر محمود حبيب أن المهرجان أصبح تقليداً وطنياً لإحياء ذكرى العظماء لافتاً إلى أنه يشارك سنوياً بالمهرجان لتكون قصائده ملحمة وطنية كاملة تجسد آمال وآلام أمتنا.
واختتم اليوم الأول للمهرجان بتكريم شخصيات ثقافية واجتماعية بارزة لها دور في تنمية المجتمع وهم محمود حبيب مرايا وقاف وعيسى سلمان من أحفاد المجاهد الشيخ صالح العلي.
منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الحرفيين قال: كما كل عام تشارك منظمتنا بهذا المهرجان الوطني من خلال معرض للحرف التراثية والتقليدية، ويشارك فيه حرفيون مبدعون يستخدمون مواد منتجة وطنياً من تراب الأرض وأشجار الوطن.
وفي جولة ل “تشرين” على المعرض شاهدنا أعمالاً فنية مصنوعة من أصداف البحر للحرفية نسرين ابراهيم متلاصقة مع أواني الفخار المجبولة بالتراب الجبلي للحرفية نظمية إسماعيل ولأطباق القش للحرفية جمانة إبراهيم والإبداع تجسد بلوحات من الحرير الطبيعي، كما شاهدنا بعض الأشغال اليدوية للكروشية بيد الحرفية بصيطة ديوب وأعمال نحتية فنية للحرفي محمد أحمد ( البونياحي )، إضافة إلى أعمال لعدة حرفيين تشير إلى أنه من هذه الأرض الطيبة انطلقت الحضارات للعالم، كما كانت هناك مشاركة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي عبارة عن أعمال يدوية صنعت بأيديهم تحمل رسالة غنية بمعاني تلامس الروح الإنسانية، وفي هذا المعرض الغني بالتراث والإبداع شاهدنا تحفاً فنية تحمل رائحة الطبيعة وبذور النبات والصنوبر وخشب السنديان، كيف لا وقد اندمجت هذه الفنون مع مقتنيات الشيخ المجاهد صالح العلي داخل منزله الذي تحول إلى متحف ضم تاريخاً مشرفاً وحضارة تشهد على البطولات بفكر وطني يشهد له العالم.
أما المعرض الفني الذي ضم أكثر من ثلاثين عملاً فنياً “لوحة، ومنحوته” تناولت موضوعات مختلفة تخص الإنسان، والطبيعة، والحياة الريفية في الساحل السوري الجميل، بأساليب وتقنيات عديدة تعود إلى مدارس وأساليب متنوعة بين الواقعية والتعبيرية والتجريدية والانطباعية الفنية التشكيلية المعروفة، كما لا تخلو بعض الأعمال من مواضيع الشهادة وبطولات جيشنا العظيم وملاحمه التي يجسدها كل يوم.