يحتفي أبناء الوطن اليوم في الذكرى السادسة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، والذي جاء تتويجاً لملاحم بطولية سطرها الأجداد والآباء مجسّدين بنضالهم وتضحياتهم أسمى معاني الشرف والعزة والكرامة للذود عن حياض الوطن وإنجاز ملحمة الاستقلال، التي بذلت من أجلها دماء الشهداء الطاهرة الذكية، فكانت مداداً لمعاني الفخر والإباء، وعنواناً للصمود والمقاومة ومقارعة الاستعمار ، ودحر أدواته الإجرامية ومخططاته العدو.
وتجلت الوحدة الوطنية في أبهى ملامحها، بتعاضد أبناء الوطن وتكريسهم للقيم النضالية على امتداد الجغرافية السورية، لمواجهة الاستعمار الفرنسي ونهجه البغيض القائم على سياسية “فرق تسد” ليتسنى له تمرير مخططاته الخبيثة باستهداف الشعب السوري ونهب مقدراته وخيرات بلاده، وإقحامه بما يخدم أهداف المستعمر، بمقابل مغريات وهمية لم تنطل على السوريين الذين انبروا للرد عليه ومقاومته دفاعاً عن وطنهم. لقد انطلقت معارك الشرف والبطولة من أجل عزة سورية وسيادتها ووحدة أراضيها واستقلالها بقيادة الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة وإبراهيم هنانو وحسن الخراط ومحمد العياش وغيرهم من أبطال الحرية والاستقلال.
الملاحم البطولية التي خاضها الشعب السوري في تلك الحقبة التاريخية لنيل استقلاله، شكلت نواة النضال العربي وأرضه الصلبة في خوض معارك التحرر من الاستعمار والتبعية والظلم، وبزوغ فجر عربي جديد عنوانه الاستقلال والحرية والبناء، فكانت بحق منبعاً ورافداً للقيم الثورية وتجسيداً للحالة المعنوية المناهضة لوجود أي نوع من أنواع الاستعمار أو الاحتلال وإن تغيرت وجوهه وتبدلت أدواته وتعددت أشكاله.
لقد تجذّرت القيم النضالية عميقاً في وجدان السوريين الأحفاد الذين حملوا الراية وقدّموا الغالي والنفيس في مواجهة الحرب المركبة التي شنها الغرب بأبشع صورها وأكثرها خطورة مستخدماً إرهاب الدولة ظناً منه بقدرته نزع الثبات على المبادئ التي رسخت إرادة المقاومة وقدر السوريين في مواجهة المستعمرين الغاصبين ومشاريعهم الفتنوية التفتيتية ومخططاتهم العدوانية.
وهاهم السوريون يستحضرون اليوم ذكرى الجلاء بالعز والفخار، ويجنون ثمرات القيم النضالية والوطنية التي كرسها الأجداد والآباء بانتصاراتهم المتتالية على الإرهاب وكيلاً وأصيلاً، معاهدين الله والوطن على تطهير كامل الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب والمحتلين وبسط سلطة الدولة عليها، والحفاظ على وحدة الأرض والسيادة والاستقلال.
وضاح عيسى
4359 المشاركات