البكاء على الأطلال!!
لم يعد الواقع الصعب يحتمل المراوغة في الكلام, أو البحث عن مبررات أو حتى اللعب على الوقت, فالمخاوف والتحديات هائلة, وحتى الآن لا تتضح أي استراتيجيات للنهوض بالقطاع الزراعي على سبيل المثال, رغم التأكيدات ومع تعاقب الحكومات على فكرة دعم الاقتصاد المنتج وأولى خطواته النهوض بالقطاع الزراعي, ولكن حقيقة الأمر أن ذلك الدعم بقي في إطار الورق والاجتماعات, بينما تصدرت الواجهة رفع مستلزمات وكلف الإنتاج, وهذا ما أدى إلى ارتفاعات سعرية وصلت الخضار والفاكهة وحتى الألبان والأجبان واللحوم بشكل لم تعد فيه الأسرة السورية قادرة على مواكبة الغلاء الفاحش فكان موقفها ” البكاء على الأطلال” !!
ما يحدث وبعد كل ظهور إعلامي لمسؤولينا, أننا نعود إلى الدوامة ذاتها من جديد, توصيف لمشاكلنا وبضعة وعود خلبية والتباكي على مواطن بات ينتظر تحميله المسؤولية, أما الحلول وتقديم المبادرات فما عدنا نراها, والثابت الوحيد تصنيفات وتصريحات تبشر بمستقبل وفرز بين المواطن العادي وفوق العادي!!
المشكلة أن الجهات المسؤولة تشتكي كما المواطن من ارتفاع اللحوم مثلاً, دون تقديم أي دعم أو حلول, وتنسى أن قطاع الدواجن يتعرض لخسائر متلاحقة بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج وقلة الكهرباء وغيرها, أما الحديث عن دعم هذا القطاع فلا يزال مستمراً والنتائج على الأرض ليست موجودة!!
اللافت والغريب أن الجميع يعرف أن هناك هوة كبيرة بين الأسعار والأجور, والجميع ما زال يتحدث عن ضرورة دعم عجلة الإنتاج سواء الزراعي أو الصناعي, ولكن تبقى خططهم في إطار توصيف المشكلات والابتعاد عن الحلول, والدليل أن الأيام تمضي ولا يحصد الفقراء سوى المزيد من الفقر!!
باختصار لا جدوى من سياسة البكاء والندب وتبادل تحميل المسؤولية, دون تغيير السياسات الاقتصادية القائمة, وتقديم المبادرات ودعم القطاع الزراعي والصناعي وإزالة الصعوبات, للسيطرة على ما يحدث من ارتفاعات بالأسعار, وإلا فسنقول لكم ارحمونا من ظهوركم الإعلامي الإعلاني, وكفاكم استفزازاً فالناس لم تعد تحتمل التقصير والمراوغة في الكلام!!