(تشرين) .. والذكريات

أثناء مروري بعد موعد الإفطار في سوق الميدان الدمشقي العتيق، شاهدت بائع حلويات شهير يمسك في يده صحيفة (تشرين) ويقرأ بها.
أوقفت سيارتي بسرعة، مستغرباً للوهلة الأولى أن تكون الصحيفة قد عادت للظهور بحلتها الورقية كما كانت سابقاً ، لكني استبعدت ذلك لكوني كنت مع رئيس التحرير منذ ساعات ولم يذكر لي شيئاً بهذا الخصوص.
اقتربت من أبو فهد الخلف وهو من أشهر بائعي الحلاوة بالجبنة و العصافيري والعوامة والقطايف بأنواعها وغيرها من حلويات الميدان ، والمشهور بشخصيته التراثية والذي مازال محافظاً عليها حتى اليوم، و بكرمه وحسن ضيافته ولباقته الشامية الأصيلة ..وسألته: ماذا تفعل هذه الصحيفة القديمة في يدك يا أبا فهد؟
فأجابني بابتسامة العارف وقال:طلبت منذ يومين من أحد الأصدقاء مجموعة من الصحف القديمة لحاجة لي بها في العمل ، واستوقفتني صحيفة من بينها لها مكانة غالية في قلبي وذكريات تشبه هذا السوق ألا وهي( تشرين) العزيزة على كل قلب، والتي أكن لها كل الود والمحبة منذ الأزل واشتقت لقراءتها وحملها ومطالعة أخبارها التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر.
وسألته :وهل تتابعها إلكترونياً اليوم؟أجابني: تشرين جزء مني ولا أستطيع إلا أن أتابع ماتنشره بشكل متواصل ويومي وسعيد جداً بتطورها وشموليتها وانطلاقتها بشكل لحظي، وإن دل هذا على شيء فهو دليل على تمكن إدارتها وإعلامييها وكل من يعمل بها ..وختم حديثه: “بيكفي أنو تشرين جارتنا ..وهي جارة الرضا”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار