رغم التحذيرات من سمك “البالون” استهلاكها قائم !
تداولت بعض المواقع مؤخراً عودة الإصابات التسممية من جراء تناول سمك البالون أو المنفاخ.
ولدى سؤال بعض أهالي الساحل عن سبب شرائهم هذا النوع من الأسماك بالرغم من معرفتهم بسمّيتها أشاروا إلى أن البعض يتناولونها بعد أن يطهوها بطريقة معينة وتحتاج إلى خبرة ، ولكن ربما في بعض الأحيان حتى وإن تم طهوها بطريقة صحيحة يمكن أن تسبب التسمم.
وقال آخرون : إن المشكلة تكمن في بيعها أحياناً “فيليه” وتالياً لا يمكن معرفتها .
وبين مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية عبد اللطيف علي لـ”تشرين” أن سمكة “الأرنب” أو “البالون” من الأسماك المهاجرة التي دخلت إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس ووصلت إلى السواحل السورية، ومن أسمائها أيضاً سمكة “النفيخة” لقدرتها على نفخ جسمها كوسيلة دفاعية عند تعرضها للخطر ، ومعروفة بأسنانها الأربعة وقضمتها المؤذية.
ولفت علي إلى أنها من الأسماك الشديدة السمية وتشكل خطراً كبيراً على حياة من يتناولها لاحتوائها على مادة “التترادوتكسين” التي تعد أقوى من الزرنيخ والسيانيد ولا يوجد ترياق لها ، موضعها في الغدد تحت الجلد بالقرب من النخاع الشوكي وتتركز في الرأس والكبد والمبيض، مُحدِثةً حصاراً لقنوات الصوديوم، وتالياً إعاقة السيالة العصبية، ما يؤدي إلى إصابة العضلات التنفسية بالشلل ومن ثم الموت، مُحذراً من استهلاكها وعدم شراء “فيليه” السمك إلا من مصدر موثوق .
وأشار علي إلى أن الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية تعمل دائماً على توعية الصيادين وتوجيههم بعدم صيد وبيع هذه الأسماك وإتلافها في حال صيدها، وذلك بالتعاون مع المديرية العامة للموانئ وجمعيات الصيادين ، إضافةً إلى التعميم على محال بيع الأسماك بعدم بيع هذه الأسماك أو تداولها ، وتوجيه العاملين في فروع الهيئة بمحافظتي طرطوس واللاذقية لتكثيف الجولات الميدانية في الأسواق وموانئ الصيد لمنع تداولها .
وبيّن علي أن الهيئة تقيم وبشكل دوري ندوات توعوية للصيادين والمستهلكين، وتوزع بوسترات خاصة للتوعية بخطورة استهلاك هذا النوع من الأسماك.
بدوره الدكتور حسام نصر الله مدير مديرية حماية المستهلك لدى وزارة التجارة الداخلية قال لـ”تشرين”: إن المراقبين في الأسواق يتابعون مخالفات المواد المنتهية الصلاحية أو الضارة بالصحة العامة مثل سمكة البالون، و متابعتها بالتنسيق مع الهيئة العامة للثروة السمكية للاعتماد على خبرتهم في معرفة هذا النوع من السمك، وفي حال وجود أي مخالفة يتم مباشرة الضبط وفقاً لأحكام المرسوم /٨/ للعام ٢٠٢١.
ولفت نصر الله إلى أنه لم يأت إلى المديرية أي شيء رسمي حول حالات تسمم بسبب سمك البالون أو غيره من الأنواع .