أيّ زراعات ينتظرها سهل الغاب لمنطقته الصناعية ؟
يتساءل المزارعون وغير المزارعين: ماذا بعد الخطوة الأولى لإقرار وإحداث منطقة صناعية في منطقة سهل الغاب الخصب، وما هي الزراعات التي ينتظرها طمي هذا السهل الذي يطلق عليه سلة سورية الغذائية الثانية بعد الجزيرة، ولمن ستؤل إدارة هذه المنطقة، ونحن الذين ندرك منذ منتصف الستينيات أن سهل الغاب هو مرتكز قوي لإنتاج ثلاثة محاصيل استراتيجية تشكل العمود الفقري في الاقتصاد السوري، ألا وهي القمح والقطن والشوندر، إلى جانب قطاع كبير ومهم من الثروة الحيوانية ..
رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم يجيب عن هذه التساؤلات فيقول :
بداية وجدت نفسي مأخوذاً بحلاوة القرار وأهميته، لكن بعد تفكير وإمعان بأنه سيعنى بالصناعات الغذائية .. تساءلت ما هي هذه الصناعات الغذائية ؟
ويتابع قائلاً : سنخاطب الاتحاد العام للفلاحين لمعرفة التفاصيل، وأي صناعات غذائية ستقام لها الاستثمارات، فمن المعروف أن سهل الغاب منذ تجفيفه منتصف الستينيات تتركز فيه زراعة القطن والقمح والشوندر، تليها العديد من الزراعات التكثيفية لاحقاً كالخضراوات فقط .
وأردف سالم: هذا ما كان يحدث يوم الرخاء وتوافر كل مستلزمات هذه الزراعات، فإذا أردنا أو أراد أصحاب القرار إقامة منشآت صناعية في الموقع الذي تم تحديده بالقرب من بلدة عين الكروم فيفضل إقامة معامل للأعلاف والألبان وتعبئة الحليب الخام وطرحها في أسواقنا .
وتسأل «تشرين» :هل هناك إنتاج من الحليب يكفي لتشغيل منشأة من هذا القبيل؟ ويجيب رئيس اتحاد فلاحي حماة: نعم توجد قرية واحدة اسمها المسحل تنتج يومياً وحدها من ٤ إلى ٥ أطنان من الحليب الخام ويقوم تجار الحليب بتسويقه إلى المحافظات الأخرى، فضلاً عن وجود ٣٠ ألف رأس من الأبقار وكذلك من الماعز والأغنام، وقد يسهم المعمل في زيادة عدد هذه الثروة .
ومن هذا المنطلق لابدّ من إحداث معامل للأعلاف والتركيز على الزراعات العلفية، أما غير ذلك فلا توجد زراعات .
فمثلاً- ولا يزال الكلام لرئيس اتحاد فلاحي حماة ابن منطقة سهل الغاب والأكثر دراية بتفاصيل الزراعات هناك – الغاب لا يزرع بندورة ولا توجد فيه أشجار مثمرة ممنوع زراعتها في سهل الغاب ولا زراعات لصناعة الكونسروة، في كل الأحوال إحداث منطقة صناعية خطوة جيدة لكن الأكثر من جيدة هو توافر المنتج الزراعي الصناعي لمثل هذه المنطقة، سننتظر التوضيح لاحقاً والموضوع مازال في بدايته.
من جانبه قال نائب مدير عام الهيئة العامة لإدارة و تطوير الغاب أحمد شدهان : إقامة منشأة صناعية في منطقة سهل الغاب خطوة جيدة، لكن السؤال المطروح الآن : لمن ستؤل إدارتها، بكل تأكيد للوحدات الإدارية، وتبلغ مساحتها حوالي ٧٥٠ دونماً في موقع الرجوم القريب من بلدة عين الكروم .
وتابع يقول: قبل كل شيء لابدّ من إقامة البنى التحتية كاملة، ومن ثم الاستثمار فيها …
الخلاصة: إن إقامة منطقة صناعية للمنتج الزراعي، يذكرنا بما كانت تنوي حكومة العطري إقامته في سهل الغاب وهو ما كان يطلق عليه الأغروبلس وزراعة الورود وإقامة منشآت سياحية وفنادق .. نختم لنقول : إن سهل الغاب كان قبل الأزمة يشكل إنتاجه الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ثاني أكبر دعم للاقتصاد السوري حيث كان إنتاجه من القمح يتعدى الـ١٢٠ ألف طن، ومن الشوندر ٦٥٠ ألف طن ومن الذرة الصفراء ٢٥ ألف طن، ومن القطن ٦٥ ألف طن، و٤٥ ألف طن من البطاطا، و٢٥ بالمئة من إجمالي الناتج المحلي و١٠ بالمئة من إنتاجنا من اللحوم، و٦٠٠ طن من الأسماك من المزارع الحكومية، وهذا الإحصاء دقيق جداً من هيئة تطوير الغاب ..