الألبان والأجبان خارج الموائد.. ودراسة جديدة لرفع الأسعار !!
تنشط صناعة الألبان والأجبان في بداية موسم الربيع من كل عام لوفرة حليب الأبقار والأغنام اللذين يدخلان في تصنيعها بشكل رئيس، إضافة إلى صناعة السمن والزبدة، وتشهد الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار أدى لقلة البيع برغم انتشارها بشكل كبير .
“أبو موسى”صاحب أحد محلات بيع الأجبان والألبان في سوق باب سريجة أوضح في حديثه لـ«تشرين» أن إقبال الناس على الأجبان ضعيف برغم وفرتها، والسبب ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية في الأسواق بشكل عام، فلم يعد الناس يشترونها بكميات كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة لتخزينها، والكميات التي يشترونها من الجبن قليلة قد تصل إلى نصف كيلو أحياناً.
أسعار جنونية …
ومع تدني الدخل وضعف القدرة الشرائية للمواطن، بات المستهلك يبحث عن بديل بسعر أقل ولم يعد يكترث لجودة المنتج، ويختلف سعر الألبان والأجبان باختلاف أنواعها والحليب المصنع منه فعلى سبيل المثال: (سعر كيلو الحليب البقري 2200 ليرة, وسعر كيلو الجبن البقري يتراوح ما بين 13-17 ألف ليرة, وجبن الغنم ما بين 20-25 ألف ليرة، أما الجبن المُشلل فيتراوح سعره ما بين 15-18 ألف ليرة, وجبن القشقوان 25 ألف ليرة, أما الجبن الذي يدخل حليب البودرة في صناعته فسعره 10 آلاف ليرة, ولبن الغنم 4500 للكيلو الواحد، ولبن البقر 2500 للكيلو الواحد، وكيلو اللبنة بـ9 آلاف ليرة, أما سعر السمن البقري فوصل سعره إلى 25 ألف ليرة للكيلو الواحد، في حين وصل سعر سمن الغنم إلى أكثر من 35 ألف ليرة.
منيرة الأسعد أم لأربعة أطفال تقول لـ«تشرين»: اشتريت الجبن مرات معدودة خلال هذا الموسم، بينما كنت سابقاً أشتري قرابة 100كغ على الأقل مونة سنوية، لكن الوضع تغير، فهناك مواد غذائية عليَّ تأمينها كوجبة الطعام باعتبارها أهم من الجبن الذي قد تستهلكه أسرتي في يوم واحد، إلا أنني أعتمد على لبن البقر بشكل شبه يومي سواء في الطبخ أو إلى جانب الوجبات، وأحياناً نقوم بتصفيته لتحويله إلى «لبنة» يتناولها الأطفال على الفطور بدلًا من الجبن الغالي بالنسبة لنا.
انخفاض المبيعات 60%
جمود كبير في عمليات بيع وشراء المواد الغذائية في الأسواق، الأمر الذي يؤدي إلى غياب مأكولات كثيرة عن موائد السوريين برغم حلول موسمها ووفرتها، كل ذلك بسبب الغلاء, وحسب عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للألبان والأجبان أحمد السواس انخفضت عمليات الشراء للأجبان والألبان بنسبة 60% لافتاً في تصريحه لـ«تشرين»: أحياناً لا نتمكن من بيع الحليب كلّه, فنضطر لتصنيعه قبل أن يفسد فنصنعه جبناً أو سوركة (شنكليش) ونبيعه بسعر 1500 للقرص الواحد.
وأضاف السواس: الإنتاج اليومي لدمشق من الحليب يتراوح ما بين 50-70 طناً في حين يصل الإنتاج في ريف دمشق إلى 100 طن يومياً .
وأشار السواس إلى أن مشكلة المازوت والغاز والأعلاف، لعبت دوراً في رفع أسعار الحليب ومشتقاته، مضيفاً: وتفادياً لتوقف الإنتاج من الحليب والجبن، يضطر الحرفيون حالياً إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر 4500 ليرة لليتر، برغم أننا نحاول تأمين حوامل الطاقة للمنشآت الحرفية التي لم تستلم الغاز منذ شهرين، بالرغم من تسليم الطلبات لشركة المحروقات..
موضحاً أن مربي الثروة الحيوانية يعانون معاناة كبيرة، ولاسيما وسط وجود نقص في الثروة الحيوانية تجاوز 70 %خلال الأزمة نظراً لامتناع مؤسسة الأعلاف عن توزيع المقنن العلفي المخصص.
مبيناً وجود 500 حرفي مسجل في الجمعية, يعملون في مجال صنع الألبان والأجبان حيث إن الكثير من المنشآت قامت بالإغلاق نتيجة عدم القدرة على الاستمرار في الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف لذلك قدمنا دراسة لمديرية الأسعار لتعديل الأسعار بناء على ارتفاع تكاليف الإنتاج.