الفلاحون في مؤتمرهم : سننهض من جديد رغم الصعاب
تحت رعاية السيد الرئيس بشار الأسد، عقد اليوم المؤتمر العام الثالث عشر للاتحاد العام للفلاحين تحت شعار الأمل بالعمل… الأمل بالزراعة.
فقد أكد المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في كلمته أن أجمل اللقاءات عندما تشتم عبق أرضك وعندما تلتقي بجماهير الفلاحين.. ومن يسأل كيف انتصرت سورية، عليه أن يأخذ عينة من هذا التجمع الفلاحي ليرى كيف انتصرت، مؤكداً أنه يكفي الفلاحين فخراً أن شملهم السيد الرئيس برعايته التي ينبغي أن تكون حافزاً لهم لتطوير هذا القطاع الهام الرائد الذي يعد اللبنة الأساسية لنهضة المجتمع.
وأضاف الهلال: لقد أحسنتم الخيار برفع شعار لمؤتمركم الأمل بالعمل لكونه الشعار الانتخابي للسيد الرئيس بشار الأسد كما ركزتم في القسم الثاني على العمل الزراعي كما أحسنتم الخيار بموعد مؤتمركم المتزامن مع ذكرى ثورة الثامن من آذار التي مهدت للتصحيح المجيد.
ولفت الهلال إلى أن الأمن الغذائي أحد القواعد للاستقلال الغذائي بالتكامل مع القواعد الأخرى وهو ركن مهم خاصة أننا نواجه حرباً غذائية والتنسيق بين الجهات المعنية بهذا القطاع يؤدي لتطويره باستخدام الحلول العصرية بغية تعزيز دوره وهو ليس ركناً مهماً فقط بل أساس أمننا الغذائي، متحدثاً عن صمود سورية التي دقت المسمار بصمودها في نعش الأحادية الأمريكية.
وفي نهاية الافتتاح قدم المؤتمر درعاً تذكارية باسم الاتحاد العام للفلاحين تسلمه الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال ممثل راعي الحفل.
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر قال رئيس اتحاد الفلاحين أحمد صالح إبراهيم يتزامن انعقاد مؤتمرنا للدورة الانتخابية الثالثة عشرة مع احتفال جماهير شعبنا بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة الثامن من آذار والتي كان من باكورة منجزاتها تأسيس الاتحاد العام للفلاحين عام ١٩٦٤والذي عبر عن تطلعات الجماهير في إنشاء أول تنظيم فلاحي في القطر وفي الوطن العربي ليكون الأداة البشرية المسلحة بالوعي القومي حيث يمثل الفلاحون الأكثرية الساحقة من السكان والإنتاج الزراعي المورد الأساسي في الدخل القومي، كما حظي الفلاحون في عهد الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد بكل الدعم بدءاً من توفير مستلزمات الإنتاج إلى إقامة السدود، مبيناً المنجزات الكثيرة التي قدمت للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، واستمر الحال بتحسن أحوال الفلاحين في عهد التطوير والتحديث الذي أرسى أسس نهضته القائد الرمز الدكتور بشار الأسد، وكان هناك الكثير من المراسيم والقوانين التي دعمت الفلاح وازدهرت الزراعة بشقيها النباتي والحيواني ووصلنا إلى مراكز متقدمة عالمياً والأولى عربياً في كثير من المحاصيل كالزيتون والقطن.
وأضاف إبراهيم: ثم جاءت الحرب الكونية على سورية بهدف تدمير بنية الدولة والتي تعتمد بمعظمها على الزراعة، لكن الفلاحين بقوا صامدين يتحدون الحرب والإرهاب فزرعوا كل شبر من أرضهم ورووها بعرقهم ودماء أبنائهم، فغطوا الاحتياجات المحلية من الخضار والفواكه والمحاصيل بالرغم من قلة مستلزمات الإنتاج بسبب تدمير الإرهاب البنى التحتية البحثية وأقنية الري والآلات والمعدات الزراعية وسرق القمح والقطن وحاولت نزع الفلاح من أرضه، لكن صمود فلاحينا وحكمة قائدنا الذي أولى الفلاحين والزراعة أولوية في الحياة الاقتصادية، فكانت المراسيم التي تخفف الأعباء عن الفلاحين بإسقاط الفوائد وتقسيط الديون لمرات عديدة كفيلة بأن ينهض الفلاح مجدداً ويستعيد عافيته ليقف صفاً واحداً مع كافة فئات شعبنا لإسقاط هذه المؤامرة والوقوف في وجه الحرب الكونية.
وبين إبراهيم أن الفلاحين يعيشون اليوم ظروفاً صعبة بسبب سوء المناخ بالإضافة إلى النقص الكبير في مستلزمات الإنتاج لاسيما الأسمدة والأعلاف، فأصبحت مسؤوليتنا مضاعفة لتقليل من هذه الظروف بالتكاتف مع الحكومة يداً بيد، ولا بد من مؤتمرات نقوم بها لتخفيف العبء عن الفلاحين فاتجهنا إلى إقامة تعاونيات إنتاجية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية والتي لا زالت في بداياتها في بعض المحافظات ونعمل جاهدين لتقديم كل الدعم لهذه التعاونيات وتعميمها على كافة المحافظات، وكذلك التعاون التام مع وزارة الزراعة ابتداء من وضع الخطة إلى الحصاد ومع منظمة أكساد لتوفير الغراس والمزروعات العطرية، وأمامنا رؤية مستقبلية للتعاون مع البحوث العلمية الزراعية ووزارة التعليم العالي لنستفيد من العلم والخروج بها إلى الواقع العملي.
من جانبه قال وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا: إن انعقاد المؤتمر الثالث عشر للاتحاد العام للفلاحين يجسد تجربة ديمقراطية فريدة الذي عمل خلال مسيرته على تنفيذ قانون التنظيم الفلاحي رقم ٢١ لعام ١٩٧٤ الذي ينظم العمل التعاوني وشكل نقل نوعية من شكل الاستثمار الزراعي الإقطاعي إلى أشكال جديدة ضمنت حق الفلاح المستثمر الفعلي للأرض في الحصول على حقوقه لقاء جهده، مضيفاً: إن مقولة الأرض لمن يعمل بها ليست خالدة فحسب بل هي نبراس اقتدينا بهديه على مدى عقود من تاريخ سورية الحديث وتمت ترجمته إلى مجموعة من السياسات والإجراءات.
وأشار قطنا إلى أن القطاع الزراعي أثبت خلال الأزمة والأزمات المتلاحقة التي شهدتها سورية مؤخراً أنه قطاع قادر على مواجهة التحديات واستمراره بتوفير الأمن الغذائي لأبناء شعبنا الصامد ومع رفع شعار الأمل بالعمل تواصلت جهود فلاحينا فاستمروا بالعمل الزراعي على مدى الأعوام العجاف من حرب وجفاف وتغيرات مناخية وحصار وتدابير قسرية أحادية الجانب واستطاعوا توفير معظم احتياجات السكان من المنتجات الزراعية واحتياجات القطاعات الأخرى.
وأكد قطنا أن وزارة الزراعة تعمل على وضع الإستراتيجيات والبرامج اللازمة لتطوير الزراعة وتحقيق الاحتياجات الوطنية من المنتجات الزراعية بالتنسيق مع كافة الوزارات والاتحادات والنقابات ذات الصلة وللاتحاد العام للفلاحين الدور الفاعل في إعداد الخطط الإنتاجية الزراعية وتتبع تنفيذها وجاء الملتقى الزراعي الذي عقد العام الماضي ليعزز التشاركية في إقرار برامج تطوير القطاع الزراعي.