بائعون على الأسفلت ..من الزارع للمستهلك
يفترشون منذ ساعات الصباح الباكر الأسفلت ، فمنهم من يجلس القرفصاء ومنهم من حمل كرسيه ووضع منتوجاته البيتية البسيطة ومنها النباتات البرية كالهندباء والقرص عنه والجرجير الذي ينبت على مياه الينابيع النظيفة ومثال ذلك السلبين والدردار وصولاً إلى البقدونس والنعناع، إنهم باعة المنتوجات البيتية .
ولعل الأجمل ما في المشهد هو تعاطف المستهلكين مع هؤلاء الباعة والشراء منهم ، أنه سوق الطيب كما يخلو للبعض أن يسميه.
أبو أحمد ابراهيم قال ل”تشرين”: دائماً ما أشتري من هؤلاء الباعة ليس لأن منتوجاتهم هي الأفضل دائماً وإنما من باب الشفقة والتعاطف معهم ، وبخاصة سيدات يجلسن منذ الصباح حتى يبعن كل ما بحوزتهن من خضار وحشائش.
واستطرد : هي قساوة الحياة دفعتهم رجالاً ونساء ليفترشوا الأسفلت ويبيعون ما أنتجوه .
سيدة تدعى أم أحمد كانت تجادل البائعة على أن أسعارها مرتفعة قالت : نأتي إلى هنا لنشتري من النباتات البرية لكن أسعارها غالية جداً .
فتقاطعها البائعة قائلة: ليش ضل شيء وما ارتفع سعره ؟
لتضيف أم أحمد : معك حق صارت حياتنا صعبة ولذلك سأشتري منك .
أم يوسف بائعة قالت :بأنها تبحث يومياً هي ومعها بعض أفراد بيتها للحصول على بعض الهندباء او الدردار أو غير ذلك للإسترزاق وتأمين لقمة العيش.
رئيس شعبة حماية المستهلك في مصياف المهندس باسم حسن قال ل”تشرين”هذه المواد نباتات برية يشتريها المستهلك من باب الشهوة والرغبة ، ولا سيما إنها موسمية .
أضاف حسن: أما ما يتعلق بأي مادة أخرى كالشنكليش نعم نأخذ منها عينات ونفحصها ، وفي كل الأحوال لانسمح ببيع أي مادة من مشتقات الحليب واللحوم إلا أن كانت في واجهات مبردة .
بالمختصر إفساح المجال لهؤلاء الباعة أن يفترشوا الأسفلت ليبيعوا منتوجاتهم البيتية كالتين اليابس وعصير الرمان فضلاً عن بقية الخضروات تدخل ضمن سياق عمل الأسر الريفية وسد فجوة في قلة الدخل ، وغض النظر عنهم من قبل البلدية الذي قال عنهم رئيس البلدية أحمد باشا “ناس بدها تعيش” وعلينا أن نتساعد جميعاً إنه سوق الطيب ببائعيه على الأسفلت .