أنت المسؤول
نتفاءل بطبعنا لوصول مدير أو مسؤول جديد “خلنج” الى منصب ما، والمواطن كله أمل بأفكار جيدة خلاقة لتحسين خدمة ما أو تطوير طريقة عمل،طبعاً هذا في الماضي وهذه طريقة تفكير نمطية تقليدية، أما اليوم بالحقيقة لم يعد الأمر بهذه الأهمية من يأتي، من يذهب هذا مجرد خبر عابر، نعيره لحظة من انتباهنا ثم نعود لأعمالنا اليدوية.
هذه الصورة مردها إلى غياب الحلول الإبداعية لمشاكل المواطنين الاقتصادية والخدمية، و كل ما يحدث عند كل تعيين مسؤول جديد أننا ننتظر وننتظر ليتحول الانتظار إلى محطات كثير على طريق لا ينتهي.
بعد وقت غير محدد يأتي الجواب من المسؤول: إن هناك عقوبات غربية غير شرعية على بلدنا حالت دون التطوير المنشود!. في الحقيقة إنه اكتشاف جديد أن ذلك المسؤول اليوم اكتشف الأمر، ربما مصادفة!.
منذ عقود وبلدنا محاصر، ومنْ لم يكن يعلم فهذه مشكلته، ويجب أن يكون لدينا الحلول لكل شيء، فدول صديقة قد حولت العقوبات الغربية إلى فرصة ذهبية للإنتاج والاعتماد على الذات، وفرصتنا للاعتماد على الذات أكبر من أي دولة، فلدينا كل الإمكانات، إضافة إلى بنية تحتية قوية برغم ما تم تخريبه خلال الأزمة.
إن حجة من يستند في عدم نجاحه أو تطبيق خططه إلى ظروف، وقد وفرتها لأمثاله من الخمولين قوى معادية، تأتي على المواطن كإعلان عن الفشل وهروب إلى الخلف، فالبلد في وضع يحتاج إلى أفكار خلاقة وواقعية يمكن تطبيقها وليس بحاجة إلى أعذار، لأن الساعة من عمر البلد لا تقاس مثل ساعة من عمر الفرد.
ليس بجدي تعرض بلدنا لضغوط اقتصادية نتيجة لسياسته المبدئية، فنحن السوريون نعلم أن بلدنا محاصر وفرضت عليه عقوبات غير شرعية وو…، لكن ماذا عن اجتراح الحلول التي أشار إليها السيد الرئيس في أكثر من مناسبة، والتي تحتاج إلى من يستغل منصبه لإيجاد حلول إبداعية و طرق مبتكرة لدعم مقومات الصمود في بلد نعتز أننا ننتمي له.
والسؤال هو: من ليس لديه أفكار خلاقة لماذا يقفز على الكراسي؟.. ربما الجواب عند علماء النفس فقط.