المخافر الرياضية حاجة أم ضرورة

الصورة الحضارية المعكوسة المعنى التي أتحفتنا بها بعض الجماهير الرياضية وتحت عنوان« المشجعون في لقاء فريقي الاتحاد والوحدة» لكرة السلة للرجال مؤخراً لا تزال تفاصيلها عالقة في مخيلتنا نحن المتابعين لتلك الفعالية الرياضية من خلال الشاشة الوطنية، ويا ليتنا تابعنا هذا اللقاء عبر المحطات الإذاعية فقط ولم نكحل أعيننا بهذه المناظر والمشاهد الهاربة من سيناريوهات الحروب الجاهلية التي لا تليق بنا كجمهور رياضي سوري يمارس حقه في التشجيع والحماسة لفريقه، وفي الوقت نفسه قد تمسح وتغيّب هذه التصرفات أي صورة جميلة كانت قد علقت بأذهاننا للعب الجميل وللمنافسات القوية التي حصلت في هذه المباراة، وهنا السؤال المهم الذي يطرح نفسه دائماً في مثل هذه الحالات وهو: من أعطى الحق لهؤلاء المشجعين المفترضين والمنفلتين من عقال الأخلاق الرياضية بافتعال الفوضى وتأجيجها للتعبير عن غضبهم أو انزعاجهم؟ وأحياناً فرحهم وإقدامهم على ممارسة جميع أشكال اللامسؤولية في التخريب والأذى المادي للمعدات والأدوات والأجهزة التي تطولها أيديهم وما يتبعها من انتقاص للمشاعر الإنسانية وتعمد الإساءة للغير بالألفاظ إلى درجة السوقية؟ .
نحن هنا لا نهين أحداً ولا نعتدي على كرامة أحدٍ وإنما نوصف حالة مجتمعية تخص الشريحة الرياضية في بلدنا ومتابعيها ، هذه الحالة آن لها أن تنتهي أو تُضبط بالحد الأدنى.. أين هي روابط المشجعين التي سمعنا عنها وبنينا عليها الآمال بأننا دخلنا الحضارة والرقي من أوسع الأبواب في أساليب التشجيع ورفع المعنويات للاعبين؟ .
وأين هي تلك الأنظمة والقوانين الفعالة التي تحد من هذه الإشكاليات وتحاسب المخطئ والمسيء حساباً رادعاً ؟.
هل المطلوب لحل هذه المعضلة الشائكة أن نستنفر دائماً الأعداد الكبيرة من رجال الأمن وكأننا في جبهة حرب، مع العلم أن عناصر الأمن ليسوا بمأمن من الأذى والاعتداء عليهم بطرق وأشكال مبتدعة كما حصل في هذه المباراة ؟..أم المطلوب أن يعدل نظام بناء المنشآت الرياضية ليكون وجود المخفر بعتاده وعديده في مخططات البناء هو الركن الأساس والشرط اللازم لبناء هذه المنشآت تحسباً للمستقبل أثناء إقامة المباريات والفعاليات الرياضية لفض الخلافات وحل المشكلات وردع الجمهور المنفلت؟
نتمنى الخير والسلامة للجميع ونأمل تعزيز دور روابط المشجعين وتفعيلها باتجاه السيطرة المكانية وضبط جماهيرها ومراقبتهم وأيضاً أن تكون العقوبات المفروضة على المخالفين عقوبات صارمة ورادعة والسعي دائماً لنشر وتعميم ثقافة أن الربح والخسارة إنما هي من روح ومفاعيل ممارسة الرياضة ونتائجها و التشجيع ومناصرة الفرق الرياضية ومتابعتها بالملاعب والصالات لا يكون بالإساءة والاعتداء على المنشآت وعلى الغير وإنما بالوعي الرياضي والتصرف الأخلاقي .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة