الصقيع يأتي على الزراعات المحمية بقرية دير البشل بنسبة 100% للكوسا و 80% للبندورة
تسببت موجة الصقيع التي حدثت ليل الأحد الماضي 16/1 وصباح الاثنين بتلف المحاصيل ضمن البيوت المحمية في قرية دير البشل التابعة لمنطقة بانياس، بنسبة وصلت فيها إلى 100%، وبعد أن تلقت (تشرين) اتصالاً من المزارعين قمنا بجولة ميدانية على البيوت المحمية المتضررة من الصقيع في القرية، والتقينا عدداً من المزارعين ومنهم مختار القرية لؤي دلول وهو أحد المتضررين الذي قال : تضرر محصول الكوسا بنسبة 100% وخسائري كبيرة بالملايين، وذلك بسبب فصل التيار الكهربائي لمرات عدة على الرغم من أن الكهرباء لم تنقطع خلال موجة الصقيع ولكن موجة الصقيع كانت أقوى نتيجة الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، والتي أدت لتجمد المياه وتوقف المحرك الكهربائي عن ضخ المياه لشبكة الري بالرذاذ، وأضاف أن الشبكة الكهربائية مهترئة منذ العام الماضي نتيجة الحرائق التي حدثت ولم يتم إصلاحها أو استبدالها وخطوط الشبكة ما زالت على الأرض حتى اليوم، مبيناً أن خسائره من النايلون للبيوت المحمية وصلت إلى /7/ ملايين ليرة نتيجة الحرائق ولم يتم تعويضه أبداً.
بدوره قال المزارع حسام الزنك : إنه يملك صالة ثلاثية مزروعة بمحصول البندورة ونتيجة موجة الصقيع تضرر محصوله بنسبة 75% نتيجة ضعف التيار الكهربائي وتعطل المولد الكهربائي, وهذا ما أكده المزارع يوسف يوسف، وأشار المزارع زياد خليل إلى أن صالته الثنائية المزروعة (كوسا) تضررت بنسبة 100% لأن الكوسا لا تتحمل الصقيع بسبب فصل المحولة الكهربائية نتيجة الحمولات الكبيرة عليها وهذا ما أكده المزارع نوار شاليش.
وأشار المزارع علي اسكندر شاليش إلى أن خسائره كبيرة, فمحصول البندورة تضرر عنده بنسبة 80% ، وأشار المزارعون بتواصل الوحدة الإرشادية معهم لتسجيل أسماء المتضررين من الصقيع متسائلين : إذا كان الصندوق غير معنيّ بالتعويض فما فائدة تسجيل أسماء المتضررين لدى الوحدات الإرشادية ؟ .
وطالب المزارعون بضرورة التعويض عن الأضرار الناتجة عن الصقيع والحرائق فهي كارثة طبيعية يفترض أن يشملها تعويض صندوق الكوارث، وأكدوا ضرورة إحداث جمعية لمزارعي البيوت البلاستيكية (الزراعات المحمية) في الساحل السوري وأن يكون المساهمون فيها المزارعين أنفسهم، بالإضافة إلى ضرورة الإسراع بإصلاح ودعم الشبكة الكهربائية واستبدال القديم وخاصة في الأماكن التي طالتها الحرائق واستبدال المحولات باستطاعة أكبر، وطالبوا بضرورة الإسراع بتشكيل لجان للقيام بجولات ميدانية و إجراء الكشوفات لحصر الأضرار قبل أن يتخلصوا منها لزراعة موسم بديل، وضرورة إعادة النظر بقانون التعويض من صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية ليشمل كل الأضرار بما فيها الصقيع والحرائق كونها مصنفة من الكوارث الطبيعية .
رئيس دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية في مديرية زراعة طرطوس الدكتور حيدر شاهين أكد لـ(تشرين) عمل المديرية واستنفارها للاستجابة لأي مطلب من قبل المزارعين من كل أرجاء المحافظة حتى ساعة متأخرة من الليل خلال موجة الصقيع، وأنه يتم حالياً حصر نسبة الأضرار بشكل أولي، وهي تحتاج لوقت للوصول إلى الرقم الحقيقي للمساحة المتضررة وعدد المزارعين المتضررين، مبيناً أن صندوق الجفاف لا يشمل تعويض الصقيع لأن من شروط إقامة البيت البلاستيكي تأمين مصدر تدفئة ويشمل فقط التعويض للخسائر من ظاهرة التنين الهوائي والذي تم تخفيض نسبة الشروط للحصول عليه من 5% إلى 1% وتوجد شروط وتعليمات نافذة نلتزم بها، مضيفاً : وخلال جولاتنا يوم أمس لاحظنا الخطأ الكبير الذي وقع به أغلب المزارعين والعتب عليهم كبير، وهو عدم تركيب شبكات ري بالرذاذ والذي يشكل الأساس في الحماية من الصقيع وعليهم أن يسرعوا في تركيبها . مشيراً إلى أن مديرية الزراعة تعمل على حصر الأضرار للوصول إلى كمية الضرر التي قد تؤثر في الخطة الزراعية وليس الهدف منها التعويض .
وأوضح مدير كهرباء بانياس المهندس محسن رقية لـ(تشرين) أنه ونتيجة الأحمال الكبيرة والاستجرار الزائد للكهرباء نتيجة اعتماد أغلب المواطنين عليها في التدفئة وغيرها تحصل حالات فصل في الشبكة، وللتخلص من هذه المشكلة نحتاج محولات باستطاعة أكبر، وهي غير متوفرة اليوم وحالياً نعمل وفق الإمكانات المتاحة، ونحتاج أكثر من مئة محولة لرفع الاستطاعة، وأشار إلى أنه تم خلال العام الماضي استبدال محولة دير البشل الجنوبية من 400 إلى 630 ك.ف.أ واستبدال المحولة قرب المدرسة من 200 إلى 400 ك.ف.أ وتمنى على المزارعين المشتكين التواصل معه لتحديد المنطقة التي تعاني من مشكلات للعمل على حلها وفق الإمكانات المتاحة.