تعكس زيارات الوفود الوزارية المتبادلة بين سورية وإيران حجم علاقات
التعاون الاستراتيجي الثنائي القائم بين البلدين منذ عقود والذي يتطور باستمرار لما فيه خير ومصلحة الشعبين .
أخر تلك الزيارات كانت زيارة وزير الطرق وبناء المدن الإيراني رستم قاسمي هذا الأسبوع إلى دمشق حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين تركزت حول سبل تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتفعيل بنود الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وسبل تطوير الأعمال المتفق عليها ولاسيما في مجال الربط السككي الثلاثي لنقل الركاب والبضائع بين سورية والعراق وإيران وبالعكس إضافة إلى سبل توسيع مجالات العمل الثنائي في القطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمارات المشتركة بهدف
إعطاء دفعة جديدة للروابط التجارية والاقتصادية .
وكان سبق هذه الزيارة زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى طهران الشهر الماضي حيث أجرى محادثات معمقة مع المسؤولين الإيرانيين.
العلاقات السورية الإيرانية قديمة ومتجذرة وقائمة على التعاون الاستراتيجي والدعم والتضامن منذ أكثر من أربعين عاماً وقد أرسى دعائمها الأولى الراحلان الرئيس المؤسس حافظ الأسد والإمام آية الله الخميني ووقف البلدان خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في خندق واحد ضد المخططات الصهيونية والأمريكية المعادية للمنطقة ولمصالح شعوبها.
ومنذ بداية الأزمة في سورية عام 2011 وقفت إيران بشكل كامل إلى جانب سورية ودعمتها سياسياً واقتصادياً وعبرت عن تأييدها للحل بالسبل السلمية حيث شاركت طهران في المؤتمرات
الدولية بهدف إيجاد حل سياسي وكانت إحدى الدول الضامنة لمسار عملية أستانا منذ بدايته عام 2017 كما قدمت الدعم الاقتصادي الكبير لسورية من خلال توريد المشتقات النفطية والمواد الغذائية والأدوية وغير ذلك عبر الخط الإئتماني يضاف إلى ذلك الكثير حيث قدمت المستشارين الذين جاؤوا لتقديم الدعم لقوات الجيش العربي السوري في حربه ضد التنظيمات الإرهابية .
ولا شك أن المتتبع لمسار العلاقات السورية الإيرانية على مدى العقود الماضية هو على يقين بأنها تتواصل وتتطور وتتعزز في مختلف المجالات في المستقبل حتى يحقق البلدان أهدافهما في النصر على الأعداء وتحقيق مصلحة شعبيهما في التقدم والازدهار.