مئة طبيب أسنان أغلقوا عياداتهم وغادروا وبقي 1600 في طرطوس
ما يقارب المئة طبيب أسنان في طرطوس، أغلقوا عياداتهم وغادروا باحثين عن رزقهم في بلد عربي أو أجنبي، بعد أن ضاقت بهم الحال، وأنهكتهم الديون، والارتفاع الكبير للأسعار، إضافة إلى تراجع عدد المرضى إلا في الحالات الإسعافية، وعدم قدرة الطبيب الذي تخرّج حديثاً على افتتاح عيادة والتي تصل تكلفة تجهيزاتها بالحد الأدنى إلى /15/ مليون ليرة من دون أجرة البناء، الدكتور شعبان إسماعيل نقيب أطباء أسنان طرطوس أكد لـ«تشرين» أن طبيب الأسنان خلال السنوات الأخيرة بات يتحمل أعباء كبيرة نتيجة التكلفة الباهظة لشراء المواد من جهة لأن أغلبها مستورد وتخضع لسعر الصرف، وأسعار المعالجات من جهة أخرى, لم يعد باستطاعة المريض تحملها، وقد لجأ بعض الأطباء لرفع أسعارهم بنسب متفاوتة لا تتماشى مع الارتفاع الكبير للمواد المستخدمة، وذلك لضمان استمرار عملهم وتأمين مستلزمات الحياة، الأمر الذي أدى لضعف مستوى دخل طبيب الأسنان واستمرار معاناة المريض.
وأشار إلى أن عدد أطباء الأسنان المسجلين في فرع النقابة بطرطوس اليوم أكثر من /2200/ طبيب وطبيبة منهم /1600/ يزاولون المهنة «ريفاً ومدينة», وهو عدد قابل للزيادة المطردة نتيجة الأعداد الكبيرة التي تتخرج في الجامعات العامة والخاصة سنوياً.
وأشار إسماعيل إلى الخدمات الكبيرة التي تقدمها النقابة للمواطنين من خلال افتتاح مركز التصوير البانورامي بأسعار منخفضة ومجانية لذوي الشهداء والجرحى وبلغ عدد الخدمات المقدمة أكثر من /3/ آلاف صورة بانورامية شهرياً، وبرنامج علاج مجاني لأسر الشهداء والجرحى انضم إليها الكثير من الأطباء إلا أن ارتفاع الأسعار والتكلفة العالية للمواد أثرت في هذا البرنامج، إضافة إلى خدمات أخرى تقدمها النقابة لأعضائها ومنها الإعفاء من الرسوم السنوية لأطباء الأسنان العسكريين لعام 2022 والتعويض على الأطباء المتقاعدين براتب تقاعدي /60/ ألف ليرة قابلة للزيادة، إضافة إلى إقامة الدورات واللقاءات العلمية، ومنح القروض النقابية التي تم رفع سقفها مؤخراً، وقرض للطبيب المتخرج حديثاً بسقف أعلى وفوائد أقل.
وأشار إسماعيل إلى المعاناة الكبيرة لطبيب الأسنان في ظل الظروف الحالية من حيث غياب الكهرباء أو أي مصدر للطاقة (مولدات – طاقة بديلة ) ، تضاف إلى ارتفاع أسعار المواد وصعوبة تأمينها، وزاد المعاناة وباء كورونا الذي أثر بشكل كبير في عملنا وخسرنا عدداً من الأطباء المميزين خلال العام الماضي نتيجة هذا الوباء.