الفضفضة إحدى طرق العلاج النفسي للقضاء على الكبت

الفضفضة أو البوح بالمشكلات ليس نوعاً من الثرثرة، لكنها إحدى طرق العلاج النفسي التي تقضي على الكبت؛ فالمعاناة التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، والتي من شأنها أن تخلصه من الشحنة الانفعالية الزائدة عن طاقته.
أمي هي مرشدي النفسي الذي أتحدث معه بكل ثقة، وأشتكي له من دون خوف من إفشاء أسراري.
بهذه الكلمات بدأت مي كلامها، وأبدت رأيها في الفضفضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقالت: لا ألجأ إليها، ولا حتى لأي صفحة أخرى، حتى أكتب مشكلتي لأسمع الإجابة من مختص، لأنني بصراحة لا أعرف من يدير هذه المواقع، لأن الكلام الذي يكتب على الصفحات هذه يحفظ ويمكن أن يستخدم ضدي يوماً ما؛ لذلك فإن أمي أكثر إنساناً يحافظ على السر لأنها تخاف على مصلحتي وسعادتي تفرحها.
أما عصام يشير بأن الشباب أيضاً يتعرضون لمعاناة مع الواقع، ومشكلات نفسية فالبوح بالآلام لا يقتصر على النساء فقط؛ فأنا مثلاً أتعرض لمشكلات وضغوطات نفسية قد تسبب لي الاكتئاب، لذلك ألجأ إلى صديقي الذي أعتبره بمثابة الأخ وأثق به ثقة كبيرة.
الاستشارية الأسرية نائلة الخضراء بينت لـ”تشرين” أننا نلجأ عادة إلى الفضفضة من أجل تفريغ ما بداخلنا من ضغوطات، وشحنات سلبية وربما من أجل الحصول على المشورة والنصيحة؛ والفضفضة من الناحية النفسية مريحة جداً، لأنها تساعد الشخص على فهم مكنوناته من خلال الاستماع إلى صوته؛ وتالياً هي مريحة لأن الشخص يزيح ما بداخله من هموم.
فعادة المراهق يفضفض عن طريق الغضب، أو الصراخ والبكاء أو الانعزال، لأنه لا يستطيع أن يعبر عما يجري بداخله؛ وهنا على الأهل الاستماع لأبنائهم ومساعدتهم على التعبير عما بداخلهم، وتعليمهم كيف يعبرون بالطريقة الصحيحة من دون اللجوء إلى تصرفات تؤذي نفسياتهم.
وذكرت الاستشارية الأسرية: أحياناً تكون الفضفضة مع الآخرين ليست من أجل أن يقترح علي حلاً، ولكن للشعور بالارتياح عندما يتحدث، ويخرج ما بداخله، هي بمثابة علاج نفسي، وأهم شيء أن نفضفض لشخص نرتاح له، ونثق به نفرغ همومنا ومشاكلنا أحلامنا وأمنياتنا، هذا الشخص قد يكون أخاً، صديقاً، زميلاً، أو قد يكون الورقة والقلم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار