تأثير الأسماء في حياة أبنائنا..
فوجئت حنين بعد إنجاب طفلها الأول بأن زوجها (والد الطفل) قرر تسميته على اسم جده، من باب الإحسان والود والاحترام وإظهار امتنانه، وتقديره لوالده وكان اسم جده (جمعة)، ما أثار امتعاض الأم التي دخلت في مشاحنات مع زوجها، لأنها ترغب في تسمية ابنها باسم حديث، وله معنى يبعده عن السخرية.
بينما ترى حنين التي تعمل معلمة أن إطلاق اسم غريب، أو ذي دلالة معينة على الطفل يترك أثراً نفسياً سيئاً عليه، أو قد يعرضه للتنمر والسخرية، فيوضع الأهل في موقف محرج تجاه ابنهم عندما يكبر، ويسألهم لماذا سميتموني بهذا الاسم الغريب؟
وقال يوسف الذي ترك لزوجته مهمة تسمية أبنائه: الكثير من الآباء يتعاملون بنفس العقلية، عندما يسمون أبناءهم أسماء قديمة، أو قد يكون دلالة على تقدير الشخص الكبير داخل العائلة، من دون الاكتراث بحق الابن، في أن يكون له اسم يشعر تجاهه براحة نفسية وطمأنينة في حياته.
فيما أيد عبد الرحمن أن يسمي الوالد طفله الأول على اسم أبيه؛ مضيفاً: منذ كنت صغيراً وأنا أكنى على اسم أبي، مبيناً أنه من الصعب، وبعد أن أعتاد الناس على مناداتي بهذا اللقب أن أتخلى عنه؛ ذاكراً: إذا كانت التسمية ستخلف مشاكل لأي سبب من الأسباب، فالأولى التغيير فأحياناً تظهر خلافات بين الأب والأم حول تسمية الأبناء على أسماء أجدادهم، وتختلف وجهات النظر في طبيعة الأسماء على أنها قديمة، والأم برأيي لها الحق في أن تختار لطفلها اسماً جميلاً وحديثاً، يتماشى مع أسماء هذا العصر.
د.محمد عزام قاسم استشاري وخبير تأهيل وتدريب، يرى من وجهة نظره أن تسمية الأبناء على أسماء أجدادهم تندرج ضمن العادات والتقاليد؛ فكثير من الشباب ينادى لهم منذ الصغر بـ(أبو فلان).. على اسم والده مثلاً.
عندما يكبر يصبح ملزماً أدبياً واجتماعياً، وحسب العادة أن يسمي ابنه على اسم والده، خاصة إذا كان الابن الأكبر في العائلة أو وحيدها.
وحتى لا يكره هذا الشخص اسمه عندما يكبر، ينصح د.القاسم الأهل أن يحببوه باسمه، حتى تصبح لديه قناعة كاملة بمعناه، وإن حاول الجميع إقناعه بأنه قديم جداً ولا معنى له.
فالأسماء القديمة كلها ذات دلالات ومعاني جميلة؛ وتكريم الأبناء تجاه أبائهم له عدة طرق من دون تكرار الاسم مرة ثانية. ولا يوجد دليل بأن من أراد البر بوالده عليه تسمية ابنه باسمه.