جامعيون يعملون في غير تخصصاتهم هرباً من البطالة
يقضي العديد من الطلبة في مختلف الجامعات والكليات سنوات من التعب والاجتهاد في دراسة تخصصاتهم على أمل أن يحصدوا بعد التخرج ثمار هذه الدراسة من خلال العمل في وظيفة تتناسب ومجالهم الدراسي.
ربما واقع سوق العمل يكشف حالة من عدم التوافق بين ما يدرسه الطالب وما يعمل به من وظائف؛ على سبيل المثال-محمد خريج كلية الآداب قسم التاريخ يعمل الآن في مصرف خاص ويقول: قبلت هذه الوظيفة نظراً لسوء الوضع المادي وأعرف الكثير من زملائي خريجين وموظفين في مجالات بعيدة كل البعد عما درسوه في الجامعة مضيفاً : زميل لي هو الآخر تخرج في كلية الهندسة وانتهى به المطاف ليعمل محاسباً في أحد المطاعم .
كل هذه الحالات نجدها تعمل للتخلص من البطالة في ظل هذا الغلاء المعيشي.
الخبير الاقتصادي د. سنان ديب يقول: هناك أسباب قد تدفع الخريج الجامعي للعمل بغير اختصاصه منها عدم توافر وظائف شاغرة في التخصص، وسوء الحالة المادية لدى الكثير من الشباب الذين يقُبِلون على تأسيس مستقبلهم ؛ وأشار إلى أن التعلم هو أساس النجاح في الحياة العملية عبر اكتساب الخبرات، فسوق العمل في كثير من الأحيان قد يفرض على خريجي الجامعات وظائف لا علاقة لها في مجال التخصص الذي اختاروه.
وأكد ديب أنه بعد دراسات متخصصة ولسنوات عديدة لا يمكن أن يتقبل أي شخص العمل في مجال يخالف ما درسه وتعمق به لأسباب كثيرة لكونه يجيد المهارات والكفاءات التي تعلّمها، وتالياً قد يدخل في مجال بحاجة لتقنيات ومؤهلات جديدة، وبالتالي يضع نفسه أمام احتمالات عدة أو يقبل الدخول بمجال أقل من مستوى تحصيله ولا يمكن القبول بذلك إلا لاضطراره ولعدم وجود إمكانية للعمل بما يتوافق مع اختصاصه ومؤهلاته.