المتسولون يفترشون أرصفة السوق التجاري والمواقع الأثرية في طرطوس
في كل حي وشارع بمدينة طرطوس وحتى ضمن السوق التجاري، تجد أطفالاً متسولين لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات يفترشون الأرض حفاة وشبه عراة، يستعطفون المارّة ويطلبون منهم المساعدة ومكانهم الطبيعي المدرسة، والملاحظ أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل أكبر من السابق بعد التعليمات الجديدة الصادرة عن وزارة الداخلية حول عمل مكاتب التسول في مديريات الشؤون الاجتماعية وصلاحياتها، التي لا تستطيع التحرك إلا بعد أن تُبلغ من شرطة المحافظة.
ظاهرة التسول ظاهرة موجودة وليست جديدة بمحافظة طرطوس، ولكن الجديد أن تشاهد عشرات الأطفال على الأرصفة وضمن السوق التجاري وأمام متحف طرطوس، فهذا أمر غير مألوف بمدينة طرطوس، فعلى الرصيف المقابل لمتحف طرطوس افترشت الأرض طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، استوقفني هذا المنظر المؤلم توقفت وسألتها: أين والداك؟ ولماذا تجلسين وحدك على الرصيف؟ وبثياب تكاد تستر جسدها، لم ترد واكتفت بإخفاء وجهها.
ونرى أطفالاً يقفون في مركز انطلاق طرطوس مع أمهاتهم للتسول، وكل واحد منهم يأخذ مكاناً بعيداً عن الآخر، وقد اعتاد الركاب وسائقو الميكروباصات عليهم، فهم يداومون يومياً حتى إنهم يتبعون الركاب إلى الحافلة.
ولهذه الظاهرة أبعاد خطيرة لا بد من الحد منها، واتخاذ الإجراءات المناسبة، وخاصة بحق من يمتهن التسول ويتخذه مصدر رزق، والأخطر هم المشغلون الذين يستغلون الأطفال، ويدفعونهم إلى امتهان التسول وربما أشياء أخرى.. ظاهرة خطيرة جداً تسهم في التسرب من المدرسة، وتالياً انحراف الأطفال إلى طريق مجهول، مع وجود قسم آخر من المتسولين دفعتهم الحاجة وظروف التهجير للتسول وهم قلائل.
«تشرين» تواصلت مع مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بطرطوس ولادة جلب للوقوف عند الإجراءات المتخذة من قبلهم لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، والحد منها قدر المستطاع، حيث أكدت أنه في ظل وجود الآلية الجديدة لمكافحة التسول والتشرد والقرار الصادر عن وزير الداخلية، تغيرت صلاحيات وعمل مكتب التسول، وألقي الأمر على عاتق الشرطة، التي هي من يقوم بداية بتسجيل الضبط، ومن ثم إعلامنا لنتخذ إجراءاتنا وفق الخطوات والآلية الجديدة المتبعة لعمل مكاتب التسول، حيث تم التعميم على كل الوحدات الشرطية المعنية حول الآلية المتبعة في الإبلاغ، وضبط حالات التسول والتشرد، بغية توحيد الإجراءات وتنسيقها بشكل واضح لدى كل الجهات المعنية، وفرز العناصر المطلوبة لمرافقة مكتب التسول والتشرد أثناء أداء مهامهم، مع وضع أرقام العمليات (الأرقام الساخنة) للإبلاغ عن حالات التسول والتشرد /108-112/ مسبوقاً بالنداء الخاص بكل محافظة.