الجوع العاطفي.. وسيلة لتفريغ الانفعالات وإشباع الحاجات النفسية

الجوع العاطفي حالة وهمية يلجأ من خلالها بعض الأشخاص لتناول الطعام بنهم، كوسيلة لتهدئة مشاعرهم، سواء كانت هذه حزناً أو غضباً، ثم يشعرون بالذنب بعد تناول الطعام بهذه الطريقة، ما يؤدي إلى حدوث دورة من المشاعر السلبية .
اختصاصية التغذية د. نور الصبان تحدثت عن آلية تنظيم حالة الجوع العاطفي، فوصفته بأنه حالة نفسية تصيب جميع الأعمار، ولكن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة هم الأشخاص الذين كانوا يكافَؤون بالمأكولات، عندما كانوا صغاراً؛ شوكولا – سكاكر وغير ذلك، وعندما يكبرون يصبح لديهم إحساس أن مصدر سعادتهم هو الطعام .
وعن أعراضه قالت اختصاصية التغذية: تظهر بطريقة التوتر والعصبية، وتختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص إذا أظهروا توترهم يلجؤون إلى تناول الطعام، وآخرون إلى تكسير الأشياء وتحطيمها وفئة تمارس الرياضة.
أما رأي الصحة النفسية فليس دائماً يكون الجوع لسد الحاجات الفيزيولوجية، وإشباع حاجات الجسم الأساسية قد يكون أحياناً وسيلة لتفريغ الانفعالات، والتعبير عن التوتر وإشباع الحاجات النفسية والعاطفية الكامنة، فليس غريباً أن نجد شخصاً يأكل من دون جوع، وإنما يأكل لأنه يشعر بالحزن أو الملل أو الغضب أو حتى النعاس أحياناً.
والعديد من الدراسات العلمية بحسب د.غنى نجاتي اختصاصية الصحة النفسية تؤكد ارتباط المزاج بسلوك الطعام، وتأثر المزاج بالشعور بالجوع أو الشبع، وذلك لأنه في مستطيل الدماغ منطقة تدعى الهيبوتلاموس يوجد فيها مركز الجوع والشبع والمزاج، ولذلك تتنبه هذه المراكز وتستثار معاً، ولكن البعض يسيطر عليه الجوع مع التوتر، والآخر يشعر بفقدان الشهية والشبع المبكر في نفس الموقف الموتر، وذلك بحسب الفروق الفردية والعوامل الوراثية الغالبة على استقلاب الجسم كل فرد.
ويعدّ الجوع العاطفي نوعاً من اضطرابات الأكل، في حال أصبح خارجاً عن السيطرة، وأصبح الفرد يعاني مشاكل صحية وتأثيرات جانبية لزيادة الوزن، بشكل يؤثر سلباً على حياته وإنتاجه الأكاديمي والاقتصادي والأسري والاجتماعي، وبرأيي كاختصاصية نفسية فإن سلوك الجوع العاطفي يلاحظ عند الطلاب في فترة الامتحانات، حيث قد ينكر الطالب خوفه من الفشل والرسوب بالامتحان، ويعبّر عن هذا القلق المدفون بمضغ المزيد من الطعام وبلعه من دون الاستمتاع بطعمه، مع عدم الاحساس بالشبع مهما كان حجم الوجبة الغذائية..
ومن البدهي أن الفرد الذي يعاني الجوع العاطفي لن يستفيد من البرامج الغذائية والرياضية بشكل ملحوظ ، لأن العلاج الحقيقي هنا هو العلاج النفسي، لمعرفة الدافع وراء التوتر المسبب لنوبات الجوع العاطفي، وأنصح بتسجيل المشاعر التي تسبق الشعور بالجوع والتي تليها، ويتم ذلك في سجل رصد المشاعر والهدف من هذا التمرين النفسي هو توعية الفرد أن شعوره بالتوتر هو الذي دفعه لتناول الطعام وليس لإحساسه بالجوع الجسدي ، ولتحقيق أفضل نتائج يتم التعاون بين اختصاصي التغذية والمعالج النفسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار