هل يحلُّ الطب البديل مكان الأدوية الطبية؟
تعتبر النباتات الطبية من أهم مصادر الأدوية العلاجية التي استخدمها الإنسان في علاج الأمراض منذ مراحل تاريخية مبكرة؛ فقد بات البحث عن الدواء عادة يومية يمارسها الأشخاص بغية إيجاد علبة دواء مفقودة.
ربما العديد من الأشخاص المرضى اتجهوا إلى الأعشاب الطبية علها تحل مشكلتهم وتقيهم شر المرض.
تقول د.فاديا (صيدلانية): الكثير من المراجعين لديها للحصول على الدواء اتجهوا نحو الأعشاب الطبية لمعالجة الأمراض البسيطة، نتيجة عدم توفر الدواء أو ارتفاع ثمنه؛ وبعضهم لجأ إلى صفحات الإنترنت، للاستفسار حول العلاج بالأعشاب للأمراض التي يعانون منها، حيث يوفرون أجرة معاينة الطبيب في العيادة الخاصة، ثم يتوجهون إلى محلات العطارة للحصول على النباتات.
د. هيثم زوباري أخصائي تغذية وأعشاب طبية من الأكاديمية البريطانية- رئيس مجلس إدارة جمعية الباحثين في علوم التغذية والعلاج الطبيعي في سورية قال: عبر التاريخ كانت الأعشاب الطبية هي العلاج الوحيد في المجتمع البشري؛ فيما بعد تطورت شركات الأدوية وأصبحت تستخلص المواد الفعالة من الطبيعة، وتصنع ضمن قالب كيماوي لسهولة التحضير وسرعة التأثير.
ولا ننسى فضل العلاج الكيماوي على البشر، فقد أنقذ أرواحاً وعالج أمراضاً كثيرة، ولكنه بنى مستودعات من السموم في أجسامنا؛ فالدواء الكيماوي يفيد من ناحية ولكنه يؤثر من ناحية أخرى؛ لذلك كان حضور طب الأعشاب قوياً في العصر الحديث الحالي، وأثبت علاجاً فعالاً لكثير من الأمراض، من دون أي أثر سلبي على صحة المريض.
وفيما يخص ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تركيب وتصنيع الأدوية العشبية، قال د. زوباري: ترتفع خلال مدة زمنية قصيرة من دون أي ضوابط أو رقابة.
مثلاً: بالنسبة للأعشاب في عام ٢٠١٠ كان سعر ١كغ من العسل وبنوعية ممتازة٥٠٠ ليرة ؛ أما الآن تجاوز الـ٥٠ ألف ليرة، أي بمقدار ١٠٠ ضعف.
كذلك سعر كيلو زهر البابونج كان عام٢٠١٠ بين ٢٥ ليرة حتى٥٠ ليرة أما الآن يتراوح سعره بين٦٠- ٧٠ ألف ليرة، أي حوالي ١٥٠ ضعفاً؛ وكذلك الزيوت العطرية، وغيرها من مستلزمات الإنتاج ولكافة المنتجات داخل البلد؛ هذا يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتج.
وفيما يخص توجه بعض المرضى للعلاج بالأعشاب فله احتمالان -حسب د.زوباري- الأول: قد تكون قناعة المريض بهذا النوع من العلاج، وسمع بنتائج علاجية إيجابية عن حالات تماثل حالته المرضية وبالتالي لجأ إليها.
أما الاحتمال الثاني الأكثر شيوعاً، وهو عجز الدواء الكيماوي عن علاجه فيلجأ إلى العلاج النباتي فالمريض حتى لو لم يستفد فهو لن يخسر شيئاً؛ لذلك وباعتبار أن كافة أسعار المنتجات زادت موادها الأولية عشرات الأضعاف، ولكافة المنتجات الطبية وغيرها من مستلزمات حياتنا اليومية من دون أي رقابة؛ لذلك نلاحظ ارتفاع قيمة مصروف الأسرة السورية الذي يتجاوز مليون ليرة، لأسرة مكونة من خمسة أشخاص حسب رأي كثير من الخبراء الاقتصاديين، والأسعار تحدد حسب العرض والطلب ورغبة البائع.
ونوه طبيب الأعشاب إلى أن النباتات الطبية متوافرة لعلاج جميع الأمراض، حتى المستعصية منها، ما عدا الحالات التي تحتاج إلى جراحة سواء توفرت في الصيدليات أم لم تتوفر.