نحو مدارس خالية من التدخين
في فترة المراهقة تظهر التغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة على اليافعين الذين يسعون لإنشاء منظوماتهم القيمية الخاصة، وتأسيس مكانة اجتماعية ترضي إحساسهم المتنامي بالفردية، وخلال هذه المرحلة الحساسة يبدأ بعض المراهقين بالإقبال على التدخين، ليس فقط نتيجة التأثيرات النفسية والاجتماعية وضغط الأقران، إنما استجابة لرغبة تأكيد الذات، وتشير الأبحاث الحديثة أنه قد تكون هناك أسباب بيولوجية تتسم بها هذه المرحلة العمرية، وهناك تأكيد على أن التدخين المتقطع يمكن أن يؤدي إلى تطور إدمان التبغ لدى بعض المراهقين.
وفي هذا السياق بينت د. عبير العبيد مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة، أن مديرية الرعاية الصحية الأولية تقوم بعدة أنشطة، بالتعاون مع وزارة التربية – مديرية الصحة المدرسية، الغاية منها القضاء على ظاهرة التدخين في كل المدارس، ورفع شعار: «مدارس خالية من التدخين».
بدأ العمل مع بداية العام الدراسي في عشر محافظات، وبمعدل مدرستين لكل محافظة، مدرسة للإناث وأخرى للذكور، وبالتعاون مع وزارة التربية- مديرية الصحة المدرسية، ومدة المبادرة كانت لشهرين تنتهي في تشرين الثاني، ويتم من خلالها تسليط الضوء على آفة التدخين لدى الكادر الإداري والتدريسي والطلابي، ومبادرة «مدارس خالية من التدخين» تهدف إلى الحديث مع الطلاب عن أضرار التدخين في مدارس التعليم الأساسي حلقة ثانية، وموافقة السيد وزير التربية على تعميم المبادرة على كل مدارس القطر والتوسع فيها لتشمل التعليم الإبتدائي.
تم تنفيذ النشاط في /11/ محافظة, وفي /22/ مدرسة للفئة العمرية (13-15) سنة، وبأنشطة صفية ولا صفية ومعارض رسوم ومسرحيات، وندوات توعوية حول أضرار التدخين مع استبيان طلابي للكادر الإداري والتدريسي، ومن خلال هذا الاستبيان تبين وجود ارتفاع بنسب التدخين بين طلاب الفئة العمرية/13/ سنة، وارتفاع نسبة التدخين العابر والتدخين السلبي لكل الفئات العمرية من (13-15) سنة، وبمقارنة مع بيانات المبادرة في الجزء الأول نلاحظ ما يلي:
مبادرة مدارس خالية من التدخين حجم العينة 1218 طالباً وطالبة بعمر (13-15) سنة، منهم 1189 طالباً وطالبة بعمر (13-15) سنة، ولوحظ من خلال الدراسة ارتفاع نسبة التدخين، وخاصة النرجيلة بين طلاب الشريحة المدروسة، وبنسب متقاربة بين الذكور والإناث في تعاطي النرجيلة، كذلك انتشار التدخين بين الكادر الإداري والتدريسي داخل المدرسة، مع العلم أن المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009 ، والخاص بمكافحة التدخين يمنع نهائياً وجود تدخين في المدارس والجامعات والأماكن التعليمية.
وهناك كذلك مبادرة جامعات خالية من التدخين، تم البدء بهذه المبادرة في أيلول 2021 بالتعاون مع وزارة التعليم العالي حيث تم اختيار 11 كلية «سبع كليات طب بشري وخمس مختلفة» من أجل تسليط الضوء على آفة التدخين لدى طلاب الجامعة، وبدأت الأنشطة باستبيان جامعي مؤلف من 30 سؤالاً لعينة من 1000 طالب وطالبة، وكانت النتائج 65% من طلاب العينة المدروسة مدخنين و58% مدخنين سلبيين، إضافة إلى نتائج أخرى من خلال تفريغ الاستبيان.
وبعد ذلك تم تنفيذ مجموعة من الأنشطة المختلفة، حول التوعية بأضرار التدخين من ندوات ومجموعات عمل، ومعارض رسوم وإقرارات من عمداء الكليات بسياسة جامعات خالية من التدخين في كلياتهم، مبادرة: «خليك بالبيت من غير تدخين وجامعة خالية من التدخين».