هل يصاب الأطفال بالاكتئاب وكيف نميّزه؟
ليس فقط البالغون والشباب هم مَنْ يعانون الاكتئاب؛ بل يمكن للأطفال أيضاً المرور بهذه المرحلة، وقد يكون من الصعب على الأهل أن يميزوا إصابة أطفالهم بها أو تقديم المساعدة لهم ؛ فمن الصعب علينا أن نتخيل إصابة الأطفال بالاكتئاب، لأن صورة الطفولة في أذهاننا هي لوحة من البراءة والسعادة.
الاكتئاب لدى الأطفال قد يبدو غير مألوف، لأن الصفة التي تهيمن عليهم ليست الحزن بل الطباع الحادة.
د.نضال مسعود اختصاصي الصحة النفسية بيّن أنّ الاكتئاب عند الأطفال يمر بمراحل؛ المرحلة الأولى: إذا أصيب الطفل بالاكتئاب يمكن أن يكون مرده إلى أسباب اجتماعية، كخلافات الأهل في المنزل أمام أبنائهم، أو عدم تقديم الرعاية الكافية له، في هذه الحالة يحجم الطفل عن الطعام والشراب، ويبدو منزعجاً من الضجيج وينفر من أصدقائه، وهنا يجب مراقبة التغيرات التي تظهر في تصرفاته، كتوقفه عن اللعب بألعابه المفضلة، أو ممارسة أنشطته التي كانت تجلب له المتعة أو النفور من المحيطين.
المرحلة الثانية: وتظهر عندما يكبر الطفل، ويصبح بإمكانه التعبير عن حالته النفسية من خلال الرسم، فمن الممكن (مثلاً) أن يقوم برسم نفسه وهو يسقط من مكان عالٍ، أو قد يرسم أشخاصاً يتعرضون للضرب.
وذكر اختصاصي الصحة النفسية أن أول حالة انتحار سجلت لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات.
وعن أسباب الاكتئاب لدى الأطفال بيّن د.مسعود: يمكن أن تكون وراثية أو بيئية حسب البيئة التي يعيش فيها، فإذا تعرض الطفل للضرب أو الإهمال يمكن أن يصاب بالاكتئاب؛ وممكن أن تكون حالات الاكتئاب عند الأطفال هي ردة فعل على هذه البيئة وما يحصل فيها .
وفي رده على سؤال؛ كيف يتم تشخيص الحالة قال: يمكن أن نسأل الأهل إذا كانت هناك أي أعراض كفقدان الشهية للطعام، أو إذا كان ينام بشكل جيد أو مدى إقباله على الذهاب للمدرسة.
يمكن تقديم العلاج عن طريق مضادات الاكتئاب الخفيفة، ووضعه في بيئة هادئة بعيدة عن الضجيج في حال كانت البيئة الصاخبة من أسباب الاكتئاب.
وهناك حالة إذا كان الطفل يستطيع الكلام وشرح حالته يمكن أن يكون العلاج سلوكياً، كالتعليم وممارسة الرياضة ومشاركة المعلمين في المدرسة بتقديم الدعم والعلاج، وعلى الأهل شرح حالة طفلهم للمرشد الاجتماعي من أجل المساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لحالتهم.
وبحسب د.مسعود فإن مدة العلاج ستة أشهر إلى سنة، وإذا تكررت حالات الاكتئاب يمكن أن يستمر العلاج لسنة أو سنتين، وقد يكون العلاج دائماً في حال كانت هناك عوامل وراثية.