رغم تكلفتها المرتفعة والإجراءات القسرية.. ١٢٠ مريضاً أسبوعياً يتلقى العلاج البيولوجي مجاناً
تعد الأدوية البيولوجية ثورة علمية في علاج بعض الأمراض وقد استطاعت سورية تأمينها وإعطاءها للمرضى بشكل مجاني في المشافي، فهي علاج فعّال لمرضى المناعة الذاتية والروماتيزم، ومرضى الداء الرثياني وداء بهجت، والتهاب الفقار المقسط والذئبة الحمامية الجهازية، وتحمي من مضاعفات خطيرة لهذه الأمراض كفقدان البصر في داء بهجت.
رئيسة شعبة المفاصل في مشفى دمشق الدكتورة وداد عاجي ذكرت بدورها أن المشفى يوفر الأدوية البيولوجية منذ عام 2009 برغم تكلفتها المرتفعة، عن طريق وزارة الصحة ولم ينقطع توريدها إلا لفترات زمنية قصيرة بسبب الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والحصار الاقتصادي.
فالأدوية البيولوجية بحسب د. عاجي هي أدوية معدلة لأمراض المناعة والروماتيزم، وترتبط بالوسائط الالتهابية، وتمنع وصولها إلى النسج «الهدف» وبذلك تمنع إتمام العملية الالتهابية، وتمنع التخرب العظمي، والتشوهات المفصلية، وبذلك تمنع حدوث العجز عند المرضى، وخاصة أن مرضى الروماتيزم من فئة الشباب الفئة الفاعلة في المجتمع.
يراجع العيادة البيولوجية أسبوعياً من ١٠٠ إلى ١٢٠ مريضاً للروماتيزم لتلقي العلاج مجاناً.
و تحدثت د. عاجي عن أهمية البيولوجي في علاج الإصابة العينية، أو التهاب العنبة في داء بهجت.
هذه الإصابة تؤدي إلى العمى في حال عدم وجود العلاج البيولوجي، وكذلك للأدوية البيولوجية أهمية في علاج التهابات الأوعية، مثل التهاب الشريان الصدغي وداء وغنر وداء تاكاياسو، وكلها أمراض خطيرة على الحياة في حال عدم السيطرة عليها.
أما الشريحة الكبيرة التي تتلقى العلاجات البيولوجية فهي مرضى الداء الرثياني الكهلي والرثياني الشبابي، وكذلك مرضى التهاب الفقار المقسط، والتهاب المفاصل الصدافي، وأخيراً مرضى الذئاب الحمامي الجهازي ومرضى داء جوغرن.
هناك العديد من الأمراض المناعية تصبح خطيرة على حياة المصاب بها عند فشل المعالجات التقليدية، وبوجود العلاجات البيولوجية التي تؤمنها لنا وزارة الصحة بشكل مجاني منذ أكثر من عشر سنوات برغم غلاء ثمنها ورغم الحصار الاقتصادي استطعنا بهذه العلاجات أن نعيد الأمل بالشفاء لهؤلاء المرضى..
وعن آلية العمل في العيادة أوضحت الدكتورة روزان حسين اختصاص أمراض مفاصل، أن أغلب مرضى العيادة البيولوجية هم من أصحاب الأمراض المزمنة، ويوصف لهم العلاج بعد تقييم حالتهم بالفحص السريري، والتحاليل المخبرية وصور الأشعة، مشيرة إلى وجود أدوية معينة تولد رد فعل تحسسياً للمريض، فتكون هناك تحضيرات قبل إعطاء المريض الجرعة التي يفضل أن تؤخذ بعد تناول وجبة الفطور.