خبير تنمية بشرية: تطوير فكرة التدبير في المجتمع
تنطوي الفكرة على الكثير من الإيجابية والحفاظ على البيئة والسلامة البشرية في مفهوم إعادة التدوير وتحويل كل ما هو قديم لشيء جديد يمكن الاستفادة منه ويكون أفضلها في تكييف الطلاب في المدارس على هذا المبدأ وخلق فرص تجريبية وأنشطة مدرسية تساعدهم في تطبيق هذا المفهوم ، كما تكمن أهميته في التزام المدارس في النظر لمفهوم إعادة التدوير على أنه نفقات يمكن تخفيضها.
تقول هدباء بلورة (معلمة): يجب تخصيص وقت من الحصص الصفية للحديث عن إعادة التدوير مع الطلاب حيث نمنحهم مهمة كتابية لأفكارهم التي تراودهم ويتحدثون عنها أمام زملائهم لأنها تثري فكرهم، فمثلاً على سبيل المثال: استغلال كمية الورق المستهلكة في المدرسة والتي لم تعد صالحة للكتابة بصنع زينة للصف مثلاً.
أما أحمد بركات (مدرس أنشطة) يرى أن فكرة إعادة التدوير أمراً مهماً للغاية ليكون جزءاً من نشاط الطالب سواء بالمدرسة أم في المنزل، ومن المهم أن يتعدى مفهوم الطالب لها من مجرد سلة مهملات في المنزل بل ليتعلم أن بإمكانه صنع عناصر جديدة من عناصر مستخدمة سابقاً.
خبير التنمية البشرية محمد خير لبابيدي بيّن أنه يجب أن نذكر أننا نعيش في مجتمع تشكل فيه الروحانيات التي تدعو إلى تقدير النعمة والمحافظة عليها أساساً قوياً من أسس التربية فيه لذا نرى في تراثنا المحافظة على مختلف النعم وصونها وتقديرها وعدم رميها أو رمي أجزاء منها بل الاستفادة منها إلى أقصى درجة .
واليوم نحن بحاجة إلى إعادة تفعيل هذه الثقافة وخصوصاً مع أبنائنا في المدارس لأننا نمرّ بظروف اقتصادية صعبة فما هو بين أيدينا اليوم قد لا نستطيع شراءه أو اقتناءه غداً، لذا علينا التركيز اليوم على الاقتصاد والتدبير وصناعة البدائل والاستفادة من كل ما لدينا حتى المواد التي تم استخدامها أو أصيبت بالتلف.
فإعادة تدويرها واستخدامها لأغراض نافعة أخرى أصبح علماً قائماً في حد ذاته وهناك متخصصون في هذا العلم، ومن أفضل شعوب العالم في هذا العلم هم الصينيون الذين يعلّمون أبناءهم صناعة أشياء قيمة من أخرى تالفة أو مهملة و لا قيمة لها وعلينا أن نكتسب هذه المهارات منهم ومن غيرهم لنعلمها لأبنائنا.
وبذلك نضمن لهم القدرة على تقدير الأشياء والمحافظة عليها والتوفير من خلالها وكذلك نضمن لهم استثماراً مثالياً لأوقات فراغهم و نخفف الضرر الذي يمكن أن يلحق بالبيئة نتيجة رمي هذه المواد التي في معظمها من النوع الذي لا يتحلل .
وحبذا أن يكون لهذا العلم حصة مدرسية أسبوعية في المدارس في المرحلتين الإعدادية والثانوية يتم من خلالها تطوير فكرة التدبير لدى أبناء الجيل في المجتمع.