عندما تكذب أميركا.. وتلحقها بريطانيا

ادعت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن «حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا ومنطقة المحيط الهندي يضغطون لاحتفاظ رئيسها جو بايدن بمبدأ الضربة النووية الاستباقية/ الوقائية على روسيا والصين».

ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، عمن سمتهم مسؤولين مطلعين أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا تحاول إقناع إدارة بايدن بعدم تغيير السياسة الأمريكية في مجال استخدام السلاح النووي.

وأوضحت أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي تعمل فيه إدارة بايدن على مراجعة سياسة الاستخدام المحتمل للسلاح النووي، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من احتمال وجود نيات أميركية باتجاه تغيير هذه السياسة وفق مبدأ «هدف واحد» أي «عدم استخدام السلاح النووي أولاً» ما سيؤثر سلباً على إستراتيجية ردع روسيا والصين، حسب تعبير الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي قوله إن هذا التغيير إذا ما حدث فإنه يعد هدية ضخمة لكل من روسيا والصين، مقابل إعطاء الحلفاء شعوراً بأنهم باتوا أقل أمناً.

هذا ما قالته الصحيفة البريطانية، أما المراقبون فيرون أنها تكذب، كما تكذب إدارة بايدن في القول إنها ستغير سياساتها، النووية (وغير النووية) تجاه روسيا والصين، أما لماذا تكذبان، فهذا يعود إلى أن:

أولاً، لا تحتاج إدارة بايدن إلى الضغط والإقناع، فالولايات المتحدة لن تغير سياساتها «النووية» بدليل اتفاق «أوكوس» الذي وقعته منتصف أيلول الماضي، وهو بمجملة اتفاق عسكري/هجومي على عكس ما تم تسويقه بأنه «دفاعي» وأن طرفين من أطراف الاتفاق، الولايات المتحدة وبريطانيا، هما دولتان نوويتان.. وقد تقومان بضربة نووية استباقية ضد الصين بداية على أثر أي توتر قد يحصل معها, ثم ضد روسيا، في حال اتخذت هذه الأخيرة موقفاً مسانداً للصين إذا ما تلقت تلك الضربة.. أو على الأقل الاستمرار في التلويح بإمكانية توجيه هذه الضربة وفق سياسة «الغموض المقصود» التي تتبعها الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.. وكل هذا في إطار محاصرة روسيا والصين بكل الطرق المتاحة.

ثانياً، الولايات المتحدة هي اليوم أقرب إلى تنفيذ ضربة استباقية، ليس ضد روسيا والصين فقط، بل ضد كل من يهدد زعامتها العالمية، ما دامت الضربات الأخرى (الاقتصادية خصوصاً) لم تثمر.

وقد تلجاً إلى ما يمكن تسميته ضربة استباقية غير مباشرة كأن تحرض دولة ما على تنفيذ استفزاز عسكري ضد روسيا أو الصين، وبما يبرر ضربة استباقية مباشرة.

ثالثاً، كل ما تفعله الولايات المتحدة منذ عقدين تقريباً تجاه الصين وروسيا هو محاصرتهما أكثر فأكثر، بالاقتصاد وبالسياسة وبإنشاء تحالفات ضدهما، وهذه سياسات تصاعدت بصورة كبيرة في الأعوام الخمسة الأخيرة، وعليه فإن الحلفاء يُفترض بهم ألا يخشوا على أمنهم.

رابعاً، يبدو ما ذكرته الصحيفة البريطانية وكأنه مُعلق في الهواء، فلا هي تسمي مصادر معروفة لما ذكرته، ولا هي تعطي أدلة أكيدة على أن إدارة بايدن تبحث فعلياً تغيير سياسة ضرباتها الاستباقية،  لذلك يبدو أن كل ما ذكرته لا يخرج عن إطار الدعاية الأميركية الأوروبية المعادية لروسيا والصين، والتهويل بمواجهتهما.. وربما نوع من إثبات الوجود للقول إن الولايات المتحدة تعاملهم كحلفاء وليس كتابعين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب