بعد أن نفضت مدينة الحجر الأسود غبار الإرهاب عنها باشرت الجهات المعنية العمل في جميع الجبهات من أجل عودة الحياة الطبيعية إليها من جديد، جالت “تشرين” في بعض مناطقها فمنذ دخولك إلى حي الثلاثين وما تراه من دمار خلفه الإرهاب ، يلفت نظرك عند التقدم بالمسير العديد من أهالي الحجر الأسود يُقدمون طلبات العودة لمنازلهم.
المخفر أول الجهات الحكومية في الحجر الأسود، وعلى ناصيتي الطريق أماكن حملت ذكريات كثيرة تحدث عنها العم أبو أحمد بملامحه التي تعدت الـ 70 عاماً قائلاً: هنا كان منزلي وهنا أريد أن أُدفن، وفي مكان آخر تجد لعبة لأحد الأطفال رحل ناسها عنها وبقيت هي تنتظر عودتهم.
كما وتلفتك تلك الياسمينة عند مبنى البلدية المعلنة وجود الأمل، مع العلم السوري مرفرفاً فوق قسم الشرطة، الذي عاد للتواجد في الحجر الأسود فور تحريرها من الإرهاب ويضم ما يزيد على 25 عنصراً.
تسهيلات لطالبي العودة
وبلقاء مع الأهالي الموجودين في المدينة تحدثوا عن عملهم على ترحيل الأنقاض من منازلهم كمرحلة أولى، مطالبين بتوفير العديد من الخدمات أهمها عودة المدارس والكهرباء وتوفير المياه.
كما تحدث محمود السعدي مختار حي الجولان الجنوبي في مدينة الحجر الأسود عن عودة الأهالي التي أصبحت ضرورة ملحة لكون أسعار إيجارات المنازل كوتهم بنارها، منوهاً بتقديم العديد من التسهيلات لطالبي العودة.
تقديم طلبات العودة
وعما يقدمه المجلس البلدي من خدمات تحدث رئيس مجلس المدينة المهندس خالد محمد خميس موضحاً أنه مع بدء تسجيل الأهالي للعودة إلى منازلهم بتاريخ 5/9/ 2021 أصبح لدينا 815 طلباً، والأوراق المطلوبة هي سند الملكية وبيان عائلي و صور للبطاقات الشخصية، وبعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة تقوم البلدية بالكشف الفني على المنزل لمعرفة هل هو قابل للسكن أم لا.
ترحيل الأنقاض
كذلك البدء بالعمل لإعادة تأهيل المنطقة حسب الإمكانات المتاحة، والعمل على تخطي الصعوبات الموجودة، وأهمها الأنقاض حيث تم من خلال محافظة ريف دمشق ترحيل وفتح الشوارع الرئيسة منذ عام 2019، إضافة للتشاركية مع محافظة القنيطرة لفتح العديد من الشوارع.
وحتى الآن حسب المهندس خميس تم ترحيل 90% من الأنقاض من الشوارع الرئيسة و 60% من أحياء الثورة وتشرين تم تنظيفها وإزالة الأنقاض منها، بما يقار بـ 150 ألف متر مكعب.
تأهيل الشبكة الرئيسة
كما تحدث رئيس مجلس المدينة عن مشكلة مياه الصرف الصحي التي كانت تصب من مدينة القدم في الحجر الأسود، ونتيجة تخريب شبكات الصرف الصحي من قبل الإرهابيين الذين اتخذوا منها ملجأ لهم، تم تأهيل 1800 متر ، من خلال العمل بين محافظة ريف دمشق و منظمة الصليب الأحمر الدولية، ثم التوجه إلى تأهيل خط الصرف الصحي في حي الثورة وتشرين بما يقارب 2000 متر.
وعن الكهرباء نوه المهندس خميس بأنه تم العمل على إدخال الخط المتوسط للمدينة، من ميدان 2 حوش بلاس وتم تركيب 19 برجاً كهربائياً والآن نحن في طور تركيب محولتين باستطاعة 1000 ك.ف لكل محولة، تغطي 50% من أحياء الثورة و تشرين.
حلول إسعافية
وأضاف المهندس خميس أنه يتم العمل على تأهيل المستوصف بجانب المجلس البلدي من قبل محافظة الريف، كذلك ستقوم تربية الريف بتجهيز ابتدائية حسان بن ثابت كحل إسعافي سريع.
وعن المخابز نوه رئيس مجلس المدينة أنها كانت مخابز خاصة ولها إجراءاتها للعودة وعند الحصول على الموافقة يتم تقديم كل التسهيلات اللازمة لعودة عجلة العمل.
تأهيل مدارس ومستوصف
وفي سياق متصل تحدث محمد الفضلي عضو مجلس محافظة القنيطرة عن التشاركية بين محافظتي ريف دمشق والقنيطرة في مجال التربية إذ هناك 33 مدرسة تتبع لمحافظة القنيطرة وبحل إسعافي سيتم ترميم 4 مدارس للعام الدراسي القادم، دون أن ننسى التعاون بترحيل الأنقاض، وتجهيز مستوصف في حي الثورة.
قد يعجبك ايضا