إيمار هو اسم لمملكة أثرية سورية معروفة وتم إطلاقه أيضاً على السلاسل التعليمية للّغتين الفرنسية والإنكليزية التي بدأت وزارة التربية بتدريسهما مع بداية العام الدراسي الحالي للطلاب من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي وبشكل تجريبي في 8 محافظات تشمل : دمشق وريفها، حلب، السويداء، اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص.
وفي تصريح لـ«تشرين» بيّن مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية مثنى خضور أن اللجان المختصة بدأت بتأليف مناهج سلسلة إيمار منذ العام الماضي، وهي أول سلسلة توضع بخبرات وطنية وتركز على مهارات التحدث والاستماع والقراءة والكتابة وتهدف إلى تعزيز وتحسين واقع تدريس اللغة الإنكليزية والفرنسية في المدارس.
ولفت خضور إلى أنه كان هناك أربع لجان تأليف: الأولى لصفوف الأول والثاني والثالث، والثانية لصفوف الرابع والخامس والسادس، والثالثة للسابع والثامن والتاسع، والرابعة للأول والثاني والثالث الثانوي بمعدل كتابين ودليل المعلم لكلّ صف، إضافة إلى وجود لجان متخصصة بالتدقيق والذي تم على أربع مراحل عبر أكاديميين من جامعة دمشق.
وبيّن رئيس لجنة تأليف كتب المرحلة الثانوية للّغة الإنكليزية باسل صادق أن اللجان راعت خلال عملها المواضيع التي تجذب وتشوق الطلاب بما يتناسب مع احتياجات المجتمع وثقافته وإدخال قيم ومهارات حياتية جديدة فكل وحدة درسية تحتوي على مهارة حياتية تعزز الانتماء الوطني وتعرّف الطلاب بشخصيات معروفة سورية ومشهورة حققت بطولات وإنجازات رياضية وفكرية وحصلت على جوائز عالمية.
وأشار صادق إلى أن المناهج الجديدة ستمنح الطلاب معلومات كثيرة من المصطلحات التخصصية في اللغة الإنكليزية تدعم قدراتهم بعد إنهاء دراستهم الثانوية ودخولهم إلى الجامعة وتفيدهم في حياتهم العملية، مؤكداً استعداد اللجان لتلقي الملاحظات ودراستها من خلال تجريب المناهج ورصد التغذية الراجعة من المدرسين والطلاب والأهالي، وفي حال كانت صائبة ومحقة يتم الأخذ بها وإجراء التعديلات ليصار إلى تعميم المناهج على كل المحافظات.
وبين صادق أن الخبرات الوطنية عملت على تأليف المناهج وفق معايير وضعتها وزارة التربية وكانت قادرة على تحقيق ذلك للمعرفة باحتياجات الطلاب ونقاط الضعف في تدريس المنهاج الحالي واتباع الطرق الأفضل لتطوير هذه المناهج، مشيراً إلى أن لجان التأليف تضم موجهين اختصاصيين ذوي خبرات عالية في الميدان ومدرسين من محافظات مختلفة.
من جانبها رئيسة لجنة التأليف لمناهج اللغة الفرنسية إيمان البرادعي أشارت إلى سعي الوزارة لتطوير أهداف تدريس اللغة الفرنسية ومعاييرها وإيجاد أساس في تقييم أي سلسلة وفق أهداف ومعايير وطنية واعتماد المنهج الأوروبي الذي قسم أهداف التدريس إلى مستويات ستة كمنهجية للتعلم والتعامل مع المهارات الأربع التي تبدأ بالاستماع ثم القراءة فالكتابة إضافة إلى المفاهيم النحوية ومواءمة هذه الأهداف مع ساعات التعلم.
وأشارت البرادعي إلى التركيز في المنهاج الجديد على التفاعلية التي تهتم بدمج مهارات الطالب ليعيش حالة واقعية يومية من خلال مشروعات تعلم خارج إطار الغرفة الصفية كتقديم مشهد مسرحي أو التكلم عن شخصية مفضلة مثلاً وبالتالي أن يكون الطالب متعلماً ذاتياً له أدواته.
وأضافت أنه تم دمج كتابي الطالب والأنشطة في كتاب واحد يحتوي على 6 وحدات درسية وبعد كل وحدتين يتم الانتقال مباشرة للأنشطة لقياس مدى تحقيق الهدف من الوحدة التعليمية وفي حال لم يحقق الهدف لا بدّ من أنشطة علاجية يقوم بها المعلم للطالب ضمن المدة المحددة بنصف ساعة من الوقت المخصص للدرس لتدارك نقاط الضعف من جهة وإعطاء الفرصة للطلاب الآخرين للقيام بالأنشطة الإثرائية.
وتم بإعداد دليل المعلم من قبل لجنة التأليف ترك مساحة كبيرة للمعلم ليتمكن من قياس أداء الطلاب ومدى تطورهم مع وضع بنوك ذات محتوى ضخم للأسئلة والاختبارات التقويمية للغة الفرنسية.
كما تم تأليف ملحق لطلاب الثانوية العامة الفرع الأدبي لإعطاء الطالب فكرة عن بعض الأنواع الأدبية بحيث يتمكن من فهم معنى الحكاية والقصة والرواية والمسرحية والأنواع الأدبية الأخرى وليكون لديه أساس متين في حال اختص باللغة الفرنسية في الجامعة.