أسفر وباء كورونا عن ضربة “غير مسبوقة” للاقتصاد العالمي، حيث لم تنج من تأثيرات هذا الوباء أي من دول العالم.
اليوم وبعد مرور عام ونصف منذ بداية ظهور جائحة هذا الفيروس وتحولاته، تعكف الدوائر الاقتصادية العالمية على وضع الخطط للنهوض بعد أسوأ أزمة شهدها الاقتصاد العالمي عبر عقود، بالمقابل تعكف دوائر دولية أيضاً على إطالة أمد هذا الوباء وكل من هذه الدوائر له مصلحته في استمرار وتفاقم الوباء.. كل هذا بات معروفاً وليس سراً أو اكتشافاً، لكن لعل الإشارة إلى بعض الموضوعات يعين على فهم ما تخطط له دوائر الظلام أو كيف استفادت هذه الدوائر من الوباء والحظر واللقاح و..الخ
مثلاً فيما يتعلق بفرنسا نسأل: ماذا عن تحرك جماعة “السترات الصفراء” والتي كانت تأخذ زخماً واسعاً أسبوعاً بعد آخر، وجاءت كورونا كمنقذ للرئيس ماكرون حيث تم وأد التحرك العمالي الذي كاد يطيح بماكرون وبرامجه الاقتصادية..
مظاهرات أصحاب السترات الصفراء، كانت مفاجأة لماكرون مع بداية تسلمه للسلطة. المتظاهرون لم يكونوا راضين عن الضرائب التي فرضها على الشعب الفرنسي، والتي ترهق كاهل الطبقتين العاملة والمتوسطة بينما تدعم الأغنياء.
وقد بلغ الغضب العفوي بأحد الفرنسيين بأن وجه للرئيس ماكرون صفعة قوية على وجهه، ولولا وباء كورونا لاستمرت تلك التظاهرات في الشوارع التي وصلت إلى حد مطالبته بالاستقالة.
في واشنطن أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإبقاء بعض الوثائق المتعلقة بقضية اغتيال الرئيس جون كينيدي في دالاس عام 1963 قيد السرية بشكل مؤقت.
وأصدر الرئيس مذكرة أقر فيها بالحاجة إلى إخفاء وثائق تتعلق باغتيال كينيدي وهو بذلك يعمل بعكس قانون تبناه الكونغرس عام 1992 ينص على ضرورة نشر جميع الوثائق الحكومية المتعلقة بعملية الاغتيال وإطلاع الجمهور بالكامل على ملابسات هذه القضية.
ووفقاً للمذكرة، حذر رئيس الأرشيف الوطني من أن جائحة كورونا أثرت بشكل ملموس على الوكالات وأكد أن إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية تحتاج إلى المزيد من الوقت للتواصل مع الوكالات في هذا الصدد.
وهذا ما تلقفه بايدن ووافق عليه بعد أن أوصى رئيس الأرشيف البيت الأبيض بالتمديد المؤقت لعدم نشر كافة البيانات التي تقرر عام 2018 إبقاؤها قيد السرية. وأكد بايدن أنه وافق على هذه التوصية.
يقال وفق موروثنا الشعبي “ربّ ضارة نافعة” وهذا بالفعل ينطبق على جائحة كورونا، فثمة من استفاد ولا زال من انتشار الفيروس وتحولاته وما سبق فقط أمثلة يضيق المجال للمضي في تعدادها..