ضغط الدراسة يؤثر سلباً في عقول التلاميذ
يشعر الطلبة أثناء فترة الدراسة بضغوط نفسية تُولد من تراكم الدروس والواجبات، ويترتب عليها الكثير من السلبيات، إذ تجثم بأثقالها على عزيمتهم ورغبتهم في الدراسة، فإما أن تضعهم في حالة استنفار للتصدي لآثارها، أو الرضوخ والعجز عن مواجهة سلبياتها التي قد لا تتطلب سوى الثقة بالقدرات، وهذا ما أثبتته لنا مجموعة من الطلبة الذين تحدثوا عن تجاربهم مع الضغوط وآلية التغلب عليها.
تقول داليا (طالبة في الصف الثامن): إن الضغوط التي نمر بها تبرز نتيجة قيام أحد المعلمين بتكليفنا إنجاز مشروع ما وفي الوقت نفسه يقوم معلم مادة أخرى بعمل اختبار أو تكليفه إنجاز مشروع آخر، ما يضعنا في تحدٍّ كبير، وذلك يتطلب منا القيام بعدة خطوات أبرزها السرعة في العمل وتقليل ساعات النوم، وتقسيم الوقت على فترات زمنية محددة، لافتة إلى أهمية أن يبدأ الطالب بالدراسة في وقت مبكر، وألا يستغرق وقتاً كثيراً في التفكير حتى لا تبدأ الصعوبات والأفكار السلبية تضعف ثقته بنفسه.
أما الطالب هادي في الصف الثالث الإعدادي فأكد أن الضغوط مهما كانت موجودة في الدراسة يجب ألا يضعف أمامها الطالب، لافتاً إلى أن تقسيم الوقت بصورة مثالية يجنبنا الوقوع في مطب الضغوط.
بينما تؤكد الاختصاصية التربوية والنفسية صبا حميشة أن مناهج المراحل الابتدائية لا تسبب الضغوط الدراسية لأنها مرحلة تنمية مهارات وقدرات التلاميذ، مشيرة إلى أن قضاء وقت طويل ومكثف في الدراسة سيؤثر سلباً في عقولهم، فاللعب هو الحل الذي يمكّن تلاميذ المرحلة الابتدائية من تطوير مهاراتهم الحيوية التي تصعب ممارستها بأشكال أكثر تنظيماً.
وحسب حميشة فإن اللعب في الفصل الدراسي وتسخير قوة الطالب بشكل استراتيجي لأغراض تعليمية محددة يتيحان له المشاركة الحقيقية وفرص التعلم العميقة في مراحل مبكرة، وتشدد على تشجيع الأهل لأبنائهم على التعلم المستمر مدى الحياة بدلاً من التعلم بهدف الحصول على معدل تراكمي للفصل الدراسي، إذ إن الاختبار لن يحدد مستوى الطالب، فإجباره على الكتابة والقراءة والحفظ بطريقة مكثفة يؤثر سلباً في عقله ويكبت نشاطه فيكره التعليم والدراسة، إضافة إلى حرمانه من التمتع بأوقات فراغه وممارسة هواياته المفيدة ومتابعة اهتماماته الخاصة، كما أنه من الأفضل منحه استقلاله الدراسي ليمضي قدماً في دراسته المستقبلية ويعتمد على نفسه، إذ إن الضغوط النفسية التي يمر بها الطالب في فترة الدراسة هي وليدة إهمال وتأجيل الأعمال الدراسية من يوم إلى آخر، فأكثر الطلبة الذين يشعرون بضغوط نفسية ليس بسبب صعوبات الدراسة وإنما بسبب تراكم الدروس والواجبات، لافتة إلى أن هناك العديد من الطلبة يؤجلون متابعة دروسهم بشكل يومي وبالتالي يجدون أن الوقت لا يسعفهم لعمل هذه الواجبات أو الدراسة للمذاكرة بالصورة المطلوبة، ويضعهم أمام سباق مع عقارب الساعة، وبالتالي تفتقد أعمالهم التركيز والدقة، وتسود فيها كثرة الأخطاء.
وحسب الاختصاصية التربوية فإن خبراء التربية يرون أنه ينبغي على جميع المعلمين التربويين في كل المراحل أن يسعوا للاستفادة من ميول ورغبات الطلاب في اللعب كعامل مهم وأساسي في النمو العقلي والجسدي والعاطفي والاجتماعي والأخلاقي للطلاب.