توج الاتصال الهاتفي بين السيد الرئيس بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني خطوات التقارب الأخيرة بين البلدين الشقيقين.
تطور على درجة كبيرة من الأهمية يحمل دلالات أهم وأبعد من العلاقات الثنائية -على أهميتها، بمعنى أن ما قبل الاتصال ليس كما بعده، ولن تقف الأمور بالتأكيد عند حد عودة العلاقات كاملة بين البلدين، بل ستذهب إلى ما هو أبعد على المستوى العربي.
وكي توضع الأمور في نصابها الصحيح، فلا يمكن المرور سريعاً على هذا الاتصال والمواقف التي عبر عنها الملك عبد الله الثاني، لجهة دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها، بعد أكثر من عقد من الزمن.
من هذه الزاوية يمكن اعتبار الاتصال بمثابة فتح صفحة جديدة بين دمشق وعمّان على وجه الخصوص، كما يمكن قراءة الاتصال، على أنه تتويج لسلسلة من الخطوات والمواقف المتبادلة بين البلدين، وقد برزت مواقف إيجابية أردنية من خلال لقاءات الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن في تموز الماضي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آب الماضي، وعلى هامش قمة بغداد الأخيرة.
ففي لقاءات الملك عبد الله بالرئيسين الأمريكي والروسي طرح قضايا المنطقة ومن بينها الملف السوري، وتم تأكيد أهمية الوصول إلى تفاهمات من شأنها تعزيز الحل السلمي في سورية، وعودة دمشق إلى الجامعة العربية والبدء في عملية إعادة الإعمار.
حلقات ثلاث مرتبطة مع بعضها البعض ولها ارتباط أيضاً بالإجراءات الأمريكية القسرية المفروضة على سورية بوجه غير شرعي، وأيضاً تسهيل عودة اللاجئين السوريين، وتعزيز التجارة بين الأردن وسورية.
في السياق يمكن فهم إعادة فتح مركز “جابر- نصيب” الحدودي أمام المسافرين وحركة الشحن، واستئناف رحلات خطوط الطيران بين البلدين، وزيارة الوفود الحكومية السورية ومباحثاتها في عمان مؤخراً.
ولابد من التذكير أن هذه الإجراءات جاءت بعد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولي البلدين كان آخرها اجتماع وزيري خارجية البلدين الشقيقين في الأمم المتحدة الشهر الماضي.
باختصار مسار العلاقات الأخوية بين سورية والأردن بدأ يأخذ اتجاهه الطبيعي، والمرجح في هذا المسار أنه لن يقف عند حدود عودة العلاقات كاملة.