قصة حلم !
كانت تجلس على استحياء تضع رأسها فوق ركبتيها تغمض عينيها وتمعن في حلم غريب وكأنها تمتطي صهوة حصان وتركض في الأفق محلقة ما بين السماء والأرض فقط تجري وتطير من دون أن يحدها شيء..هل هي في حالة هروب أم لعلها في حالة حماس أو انطلاق واكتشاف للمجهول.. هل لاتزال تبحث عن المستقبل ؟!.
مرت عشرات السنوات وهي تمعن في حلمها كل يوم وتستيقظ وكأنها عادت من رحلة طويلة متعبة وتقضي بقية النهار في الكثير من الأعمال تنتظر العودة الى الحلم.. وربما أصبح هذا التحليق مابين السماء والأرض أقرب إلى عالمها من العالم الحقيقي.
ذات ليلة قمراء نزلت من صهوة الحصان لمحت ثلة من الأطفال يجلسون على الرمل يلعبون ويبنون قصوراً وقلاعاً.. وبيوتاً من الرمل ويصنعون سفناً من ورق وخشب تبحر في بحار مجهولة…لمحت طفلتها الصغيرة كانت تبكي بحرقة هرولت إليها حاولت أن تمسح على شعرها وتعانقها كما تفعل دائماً لكن الدهشة والخيبة كانتا تنتظرانها، فالطفلة لا تراها ولا تسمعها ولا تشعر بيديها.. تذكرت نعم إنه عالم الأحلام هي في عالم وابنتها في عالم آخر ومن الصعب أن تتواصل معها .. ارتعبت من الفكرة .. أسرعت نحو حصانها وقفلت عائدة إلى البيت ..
رفعت رأسها فتحت عينيها أسرعت إلى غرفة الطفلة الصغيرة كانت تبكي بحرقة كانت خائفة ووحيدة عانقتها وجففت دموعها وحملتها وسقتها جرعة من الماء البارد يا حبيبتي لمَ تبكين سألتها ودموع الطفلة صارت تنزل وكأنما من عينيها ؟ قالت الصغيرة: بحثت عنك يا أمي ولم أجدك شعرت بالخوف كنت أريد أن أنام بين ذراعيك تراودني أحلام مخيفة ..!! أراك تركضين إلى البعيد .. أناديك ولا تسمعيني أركض إليك ولا تريني .. عديني يا أمي ألا تتركيني وحدي ..!!
لا تخافي يا صغيرتي لن أتركك أو أبتعد عنك مادامت الحياة في عروقي لقد كانت فسحة حلم أبحث فيها عن ذاتي أتحرر من كل الضغوط والأعباء الثقيلة التي تجبرنا الحياة على حملها وأطير بجناحي الخيال والحماس بحثاً عن أنوار تضيء روحي المتعبة ..
تعالي إلى صدري أعانقك .. أغمضي عينيك سأكون جناحيك وفسحة حلمك لن أتردد أبداً في أن أتخلى عن حلم لطالما أسعدني مقابل حقيقة أن أكون إلى جوارك .. أنت يا صغيرتي واحتي ومستقبلي وكل أمنياتي أراك تكبرين .. يا وردتي الجميلة ويكفيني منك أنك هديل الحمام في حياتي وعالمي.