لا تقلْ هذا مستحيل ..!
هل أنت خائف وتشعر بالتوتر وتريد أن تغلق الأبواب والنوافذ كي لا يخرج ابنك الجميل ويتعرض للمخاطر؟! أنت مخطىء تماماً لأنك تفكر بعقلك وبكامل حكمتك وبالخبرات التي منحتها لك السنون الطويلة، لكن لا تفكر بما يحبه ابنك الذي يفكر بكامل حبه للاكتشاف والتجربة وخوض المغامرة والسقوط في مطبات الحياة.. لا بدّ أن تسمع صوته وتصغي لأمنياته لأنك مهما أغلقت الأبواب سيجد فتحة صغيرة ليخرج منها إلى العالم ولو كانت فتحة المدخنة!
وعندها سيجد نفسه وحيداً وصيداً سهلاً على الشبكة الافتراضية العنكبوتية بيد الأعداء، يسلك الطريق الطويل من دون معونتك وإرشاداتك ودعواتك.. ولو أنك أصغيت إلى صوته لكنت تشاركه هذه المغامرة الجميلة التي اسمها الحياة بحلّوها ومرّها.
أسئلة كثيرة تخطر على أذهان الآباء والأمهات: هل نبالغ كثيراً في حماية أبنائنا ومنعهم من تحقيق أمانيهم الصغيرة ؟! نريدهم أن يبقوا إلى جوارنا نشرف عليهم في المأكل والملبس والدراسة واللعب اللطيف كأنهم دمى مدللة لا تصلح لأداء أي مغامرة! والنتيجة ما نحصده الآن هو جيل أكثره غير واعٍ لا يحب الثقافة ويرفض النقد أو الاعتراف بالأخطاء، يدوس على كل القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها كاحترام الوالدين وحب الخير ومساعدة الآخرين و… إلخ.
هذا الجيل كي لا نظلمه كثيراً أراد الانفتاح والاطلاع على العالم والخروج من عباءة العائلة والأفكار المسبقة والتقاليد، وشعر بقيود غير مرئية تفرض عليه من قبل العائلة، فقرر التمرد والخروج عن دائرة التحكم والكونترول، ووصلنا إلى حالة حيث الجيل في وادٍ والوالدان في وادٍ آخر.. والكل يصرخ ولا يسمعهم أحد.
علينا أن نعترف بأخطائنا كي نعالج المشكلة، فالأهل يجب أن يصغوا ويستمعوا لأولادهم ويتركوا لهم الحرية في اختيار ما يريدونه تحت إشرافهم وبدعم من الأسرة لكسب الشباب والأبناء وتوجيه دفة سفنهم، فهم المستقبل وإصلاحهم يعني إصلاح المستقبل، كما أن إفسادهم يعني سيناريوهاً لا يرغب أحد في الوصول إليه!.