صبراً أيها البحر..!
كنت أود لو أكون حروفاً تسفر إلى العالم وجع السوريين من ظلم (قانون قيصر) ، هذا الذي يدفع الأطفال إلى البكاء بحرقة من الحرمان وشظف العيش..عندما لا يجد أبويّهم سبيلاً لتأمين حاجاتهم ورعايتهم .. بسبب الهيمنة و التغول الأمريكي على البلاد والعباد بفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب جائرة على سورية لا يقرّها قانون أو عرف أو دين.. ولا بد من أن نسأل: من أين استمد مشرّعوهم الشرعية والحق في حصار شعب كامل دافع عن العالم كله ضد الإرهاب و الظلاميين الداعشيين..؟!. لا توجد محكمة أو قانون دولي يقّر هذه العقوبات البدائية الهمجية الجائرة على البشر من دون محاكمة أو ذنب إلا ما هيأته المخابرات الأمريكية والأوروبية الفاسدة لإطلاق الأحكام الجائرة على الدول وحرمان الشعوب من أبسط حقوق الناس في أن يعيشوا بكرامة ويؤمّنوا لأولادهم المتطلبات المعيشية الأساسية وأسباب العلم والتعلم واستخدام التكنولوجيا المتطورة وكل ما يساعد الأهل على التنشئة الصحيحة القويمة للجيل الجديد ليكونوا مشاعل المستقبل الجميل..
لكن (عقوبات قيصر) وكل من يصمت على ظلمه وظلم الإجراءات القسرية الأحادية الجانب هو شريك في بؤس السوريين وحرمانهم وحرمان أسرهم من النفط والكهرباء وحتى الماء ومن القمح والغذاء والدواء ووسائل الإعمار.. ولاسيما أن سورية تعرضت لحرب إرهابية بربرية والناس يحتاجون الكثير من المواد والتمويل والأدوات لإعادة ترميم حياتهم وكل ذلك ممنوع بموجب فرض الحصار الأمريكي الظالم على بلدهم!.
أين الإنسانية.. وأين أخلاق الشعوب التي تحترم الحياة ؟ هل تصدقون تلك الظاهرة الغريبة العجيبة في أمريكا وأوروبا التي تجعل البعض على وسائل التواصل الاجتماعي يتصرفون كالكلاب في حركاتهم وأكلهم، وحجة هؤلاء أن القوانين تعطي للكلاب من الحقوق ما لم تعطه قوانين بلادهم للبشر؟!.
لا بدّ من رفع الصوت بشكل عالٍ واتخاذ كل ما يلزم لإجبار أمريكا والغرب على رفع العقوبات الظالمة عن سورية وشعبها.
أين المنظمات الحقوقية والدولية.. كيف تقبل الشعوب أن يحاصر البشر من نساء وأطفال وشباب وشيوخ ومرضى لأغراض سياسية ولخنق حرية الشعوب في اختيار مسارهم .. ودروبهم في الحياة من دون ضغوط أو إكراه ..
وأكثر من ذلك ..هل تعتقد أمريكا والغرب أن العالم أعمى وأن سياساتهم وتدخلاتهم هي التي حولت الدول المستقرة التي رضخت لهم إلى فوضى وخلقت الفتن وقسمت البلاد واستباحت القيم والأخلاق وسرقت رزق العباد وأوجدت جيلاً من الفاسدين تابعاً لهم وأحالت تلك الدول إلى دول تعاني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ونقول بحق هؤلاء الذين ركبوا البحر ليهربوا من الإرهاب.. فكانوا ضحايا لسياسات الغرب وأمريكا ..ألم تسمع تلك الدول المعتدية بغضب البحر.. فإما أن ترفعوا عقوباتكم عن البلاد والعباد .. أو انتظروا كيف سيفرغ البحر غضبه ولعناته عليكم !.