من هم الجيل الرابع ؟
لم تعد قادراً على التحكم بالأمور الأساسية في عائلتك، فالأولاد لا يستمعون لأهلهم .. يسيرون خلف مواقع التواصل التي تتحكم بمشاعرهم وأفكارهم عبر الفيديوهات والصور والأفلام وأهم المؤشرات على تغيير مزاجيتهم أنهم يحلمون بالحصول على الثروة والمال الذي يشتري السعادة حسبما تبثه لهم مواقع التواصل الاجتماعي ..
في الجيل الأول؛ منذ سنوات طويلة كان معيار العمل والأخلاق يفوق أهمية المال وكان يبذل المال من أجل شراء المكانة الاجتماعية والعلمية و لم يكن المرء يحتاج أن يكون ثرياً ليكون سعيداً.. فالسعادة كانت أن تملك ما تحتاج إليه والمال لقضاء الحوائج ولم يكن غاية في حد ذاته ..
الجيل الثاني كان يبحث عن مصادر القوة وكان العلم والتحصيل الدراسي هو قوة اجتماعية تتيح للمرء مكانة مرموقة وعيشة هنية ..
أما الجيل الثالث فكان جيل التكنولوجيا والتطور التقني والزراعي والصناعي والعلمي لكن مقدراته وأدواته كانت بيد كبريات الشركات العالمية.. ولم تكن المجتمعات قد تهيأت أو استعدت ليكون متحكماً بها ومهيمناً عليها.. لكن الشباب كان الأسرع في تلقف منتجات التكنولوجيا الرقمية من كمبيوترات وهواتف محمولة وتطبيقات تتيح التواصل والدردشات عن بعد بطرق سهلة وعبر الشاشات التي تحمل إليك العالم وهي بقدر كف اليد .
الجيل الرابع بات في ضفة تختلف عن الضفة التي يقف عليها الأهل.. أصبح يدير عالمه من وراء الشاشة ، بات في شبه عزلة عن العالم الحقيقي ولم يعد للأهل أي دور في مشاركة هذا الجيل اهتماماته أو أفكاره، باتت الصورة البصرية هي الفقاعة الذهنية لهذا الجيل ومن يتحكم بالفقاعة الذهنية يتحكم ويسيطر ويقود الجيل الرابع ..
هذه بعض تأملات في أحوال جيل الشباب الذي يشتكي الأهل من غيابهم عن الأسرة واختفائهم وراء الجوالات، ومحاولة لمقاربة الواقع الاجتماعي و رسم ملامح صورة جديدة للأسرة وإعادة تكوين العلاقات ما بين الأهل والأبناء والإخوة والأصدقاء وفق مقاييس تناسب مجتمعاتنا وموروثنا من العادات والقيم والأخلاق التي تعتمد على الإيجابية والتعاون والألفة داخل الأسرة الواحدة على الأقل.