في القدس
وقفت سيدة أربعينية في ساحة الأقصى.. كانت عيناها محمرتين من البكاء.. رفعت يديها أمام الكاميرات والصحفيين قالت: وا قدساه، وا غوثاه.. انظروا إلى الدماء على يدي.. يريدون أن يخرجوا الحرائر من الأقصى المبارك في يوم القدس.. لا يعلمون أن هذا المكان الذي طهّره الله وباركه الله وصلى فيه الأنبياء وعرج منه النبي محمد صلوات الله عليه من الأرض الى السماء.. هذا الطهر نفديه بأرواحنا ونفديه بأبنائنا وبكل ما نملك.. أنا لا أحمل رشاشاً ولا سكيناً ، ولا حتى حجراً ، لكني مرتبطة بالأقصى بكل نفس وكل نبضة قلب..
كانت النساء المرابطات في ساحة الأقصى ثابتات كأنهن أشجار نخل باسقات.. منهن من تصلي ومنهن من تدعو وتبتهل رافعة يديها الى السماء ومنهن من تحمل الشموع.. كلهن كن جميلات وكلهن كن محروقات الأصابع، وكلهن حزينات وملتحفات بالسواد.
حولهن كان الصهاينة يحاصرون المسجد و يحاولون إخراج الحرائر يشدّن أيديهن حتى تدفقت الدماء من بين الأصابع.. والبعض من الجنديات الصهيونيات كن يسحلن النساء فوق أرض المسجد..
ويستمر المشهد يتعب العدو وترجع النسوة الى أماكنهن متشبثات بحجارة باحة المسجد وكل ذرة من ترابه.
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد.. يا قدس، يا مدينة الأحزان.. يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان.. من يوقف العدوان عليك، يا لؤلؤة الأديان.. من يغسل الدماء عن حجارة الجدران، من ينقذ الإنجيل، من ينقذ القرآن، من ينقذ الإنسان؟