رسائل في الذاكرة .. للكاتب فداء أدهم علاء الدين
رسائل في الذاكرة .. هي رحلة أنثى .. فتاة ريفية عاشت حياتها حباً وشغفاً, فرحاً وانكسارات .. هي تمثل أنثى شرقية, لها ما لها وعليها ما عليها, وهي كما يقول الناقد أسامة معلا بيان ثقافي فكري اجتماعي على هيئة رواية أجاد الكاتب رسم خطوطها وتحريك خيوط الأحداث فيها … ليعطي في النهاية لكل من شخصياتها حقه ولينصف بطلة الرواية (رندة ) من النظرات المخاتلة التي تلوث أفكار حامليها.. فـ رندة هي اختصار لكل امرأة تريد أن تصرخ بوجه جلاديها وهي انهمار المطر على ورود تستحق أن تروى بعطرها هي الأبيض والأسود والماضي والمستقبل وهي الأنا المترعة بنحيب النحن وهي النحن متماهية في الأنا.
هكذا يخطو الكاتب برسائله التي توقد في حنايا الذاكرة الناهدة نحو الفرح والخلود والجمال .
ويقول الكاتب فداء أدهم علاء الدين عن روايته الأولى (رسائل في الذاكرة) هي منولوج داخلي يفسر تأويلات لكل حالة نمر بها وقد نخضع لظروفها مكرهين … تجتازنا الحياة عوضاً عن اجتيازنا للمآسي فيها .. ولا سبيل لنا سوى بالانهيار حين تخذلنا الأماني .
رحلة أنثى .. البطلة هي أنثى لقد اخترت هذا الرهان الصعب من خلال ( رندة ) التي تعيش صراع العادات والتقاليد .. خذلاناً وفرحاً وحزناً .. ريفاً ومدينة .. على الرغم من الحيف الذي أصابها لا تزال أغنية في حنجرة الصيادين على مرافئ السلام .
ويلفت الكاتب إلى إشكالية شخصية البطلة حيث انقسم القراء حول مدين لرندة ومتعاطف ويبقى للقارئ النهائي حرية الاختيار.
في هذا الكتاب الأول للروائي والشاعر والقاص فداء علاء الدين مواليد 1979 اللاذقية حاصل على إجازة في الاقتصاد جامعة تشرين ويدرس في كلية العلوم السياسية جامعة دمشق يعمل مدرساً في الثانوية المعانية في دمشق وله رواية جديدة قيد الطباعة بعنوان خيوط من بداية وقصائد من كافة الأجناس الشعرية تصبح في ديوان بعد، وله محاضرات في المراكز الثقافية داخل القطر.
تقول رنده بطلة الرواية أنا من أنا .. لست إلا امرأة مثل الكثيرات هناك ما يعرفه عني الكثيرون وهناك ما لا يعرفه أحد هناك أشياء أستطيع أن أبوح بها وهناك أشياء تعذبني بالصمت .. دائماً كانت تنتابني رغبة أن أملك حرية الحلم .. أن أطير بلا قيود كفراشة..
ولكن للواقع آراء أخرى .. أنا امرأة كانت نائمة حين كانت السعادة تتجول في مدينتها كنت أقتنص خلسة بعض الفرح أتلذذ بأكله نيئاً ووحيدة .. لا أريد شيئاً سوى الأمان ونجاح ابنتيّ في حياتهما.
الرواية للمؤلف الشاب السوري فداء علاء الدين من اللاذقية وهي روايته الأولى بالإضافة لمنشوراته الشعرية السابقة.