أكدت السفيرة لمياء شكور المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» أن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجائرة والمفروضة على الشعب السوري تنتهك المواثيق الدولية وأحكام القانون الدولي مشيرة إلى أن الحكومة السورية تبذل جهوداً جبارة لضمان مواصلة سير العمليتين التربوية والتعليمية وحفظ التراث الثقافي والطبيعي السوري.
وقالت شكور في كلمة لها خلال الجلسة الاستهلالية لأعمال الدورة 211 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو: في خضم الاستحقاقات المصيرية التي تواجهها دول العالم من جراء جائحة كورونا تزداد معاناة الشعوب ودول الجنوب التي ترزح تحت وطأة العقوبات غير القانونية الأحادية الجائرة المفروضة والمتجددة بذرائع شتى والتي تنتهك بوحشية كل المواثيق الدولية واحكام القانون الدولي.
وأضافت شكور: ليس قدراً أن يتكاتف الإرهاب المسلح التكفيري والحصار الجائر والأوبئة على مقدرات الشعوب واستدامة مجتمعاتها ومستقبل أجيالها، وليس قدراً أن يتواصل استهداف وتدمير الحضارات القديمة الألفية في موطنها مهد الإنسانية ونهب وتبديد ممتلكاتها الثقافية، منددة بغض المجتمع الدولي الطرف عن استمرار أشكال الاحتلال والوجود غير الشرعي والتدخل الخارجي السافر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
وأكدت شكور تأييد وفد سورية لما جاء في بيان المجموعة العربية حول فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل مطالبة بالتنفيذ الكامل لقرار المؤتمر العام (40م /67) وقرار المجلس التنفيذي (210 م ت /37) بشأن المؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة وما يتعلق بالجولان السوري المحتل.
ولفتت شكور إلى أن سورية تتصدى لأزمة مدمرة منذ عشر سنوات خلت وتواصل تحرير كامل أرضها وتضع الخطط الوطنية وتطلق عملية الإصلاح والتحديث التشريعي والرقمنة للحد من تجذر تداعيات هذه الأزمة كما التبعات الكارثية للعقوبات الأحادية غير القانونية على الصعد الإنسانية والتربوية والتعليمية والثقافية والصحية والبيئية والاقتصادية كما تتصدى حكومة وشعباً يومياً للجائحة رغم مقدراتها الخاضعة للحصار.
ودعت شكور منظمة اليونسكو إلى أن تتبوأ دوراً ريادياً لإرساء نهج تعاون دولي احتوائي لتوفير اللقاحات للدول التي ترزح تحت العقوبات غير اللاشرعية وتسهيل الوصول إليها لكل المعلمين والطلبة مشيرة إلى أن الحكومة السورية تبذل جهوداً جبارة لضمان مواصلة سير العمليتين التربوية والتعليمية وحفظ التراث الثقافي والطبيعي السوري ونزع الألغام في أحد مواقع التراث العالمي في سورية موقع تدمر الأثري بالتعاون مع روسيا الاتحادية كما العمل جار على الحد من الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية السورية واستردادها وصون التراث الثقافي السوري غير المادي المهدد قناعة بأهمية الموروث الثقافي في صون الهوية الوطنية واللغوية والصناعات الثقافية والإبداعية.
وقالت شكور: نتطلع إلى مخرجات لجنة التراث العالمي القادمة بتنظيم من جمهورية الصين الشعبية كما نصبو إلى تخصيص /مواقع التراث العالمي بخطر في سورية/ بالدعم الطارئ من صندوق مركز التراث العالمي وإعادة إحيائها ورفع موقع مدينة دمشق القديمة من قائمة التراث الثقافي بخطر وتعزيز الشراكات مع المجتمع الأهلي والقطاع الخاص وتوطيد التعاون مع الدول الحليفة والصديقة والدول العربية الشقيقة فكان انعقاد المؤتمر الدولي في دمشق أيلول 2020 حول عودة اللاجئين وكذلك المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي في نيسان 2021.
ودعت شكور إلى تحقيق الأهداف التي دعت إليها المنظمة من خفض منسوب التوترات وترجمة ذلك عبر حوكمة شفافة تكفل تفادي الكيل بمكيالين ونبذ المعايير المزدوجة وأن ترسي تعاوناً متعدد الأطراف يقلص الفجوات بدلاً من أن يعمقها ويولد مساحات حقيقية للحوار البناء دون تمييز أو تسييس.
«سانا»