الاستراتيجية الرقمية للتجربة السورية في الجلسة الأولى من المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي
أكد المشاركون في الجلسة الأولى من المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي أهميته للبلدان وانعكاساته على التنمية الاقتصادية والمجتمعية واستعرضوا الاستراتيجية الرقمية للتجربة السورية ومقاييس الإمكانات الحالية ومعوقات التكامل الرقمي وإدارة التغيير وفرص الاستثمار في التحول الرقمي وانعكاساته على الاقتصاد السوري وعلى القوى الشرائية للعملة المحلية وكذلك الانعكاسات المالية للتحول الرقمي والمعوقات التي تبطئ المسار لهذا التحول.
وقدم الدكتور نوار العوا المستشار الإقليمي في التكنولوجيا من أجل التنمية في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) عرضاً من بيروت عبر الإنترنت حول التحول الرقمي في المنطقة العربية (السياسات والمؤشرات) مبيناً أهمية التكنولوجيا باعتبارها عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة والربط من أجل بناء السلام والعدالة والمؤسسات القوية والفعالة والشفافة وضمان نهج شامل ومتجاوب وتشاركي وضمان الوصول الشامل إلى المعلومات وفقاً للأطر القانونية الوطنية والاتفاقيات.
بدورها أشارت المهندسة فاديا سليمان معاون وزير الاتصالات والتقانة إلى أن الوزارة بدأت تعمل على مسودة التحول للخدمات الحكومية والإلكترونية (سورية ما بعد الحرب) وهي ليست فقط مجرد عملية أتمتة وإنما استراتيجية لتغيير طريقة التفكير والاستثمار في الفكر وتحفيز الإبداع والابتكار الذي يؤثر عادة في نماذج العمل ويؤثر ويتأثر بالاستراتيجيات الأخرى كمكافحة الفساد والاصلاح الإداري لافتة إلى أنه سيتم طرح هذه المسودة على المشاركين في هذا المؤتمر لاستطلاع آرائهم حولها والوصول إلى أفضل نموذج.
وخلال مناقشة حوارية بإشراف الخبير الاقتصادي الدكتور طلال أبو غزالة أكد وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب أن التحول الرقمي لا بد له من إرادة للتغيير وتاريخ محدد لتنفيذ ذلك ومتابعة عملية التحول عبر عدة مراحل للوصول لسورية الرقمية في 2030 إضافة إلى توافر المكونات الأساسية لذلك منها التمويل والبيئة اللازمة والكوادر المؤهلة والمدربة ولا بد خلال هذه المراحل من تقييم الإجراءات ومراجعة ما تم إنجازه.
وأكد أن بنية الاتصالات الأساسية في سورية بخير لذلك نبني عليها بالرغم من الحرب التدميرية الإرهابية التي شنت على بلدنا مبيناً أنه لا يمكن وضع تاريخ للانتقال من اللارقمنة إلى الرقمنة لكننا سنعمل من أجل ذلك واضعين الهدف للوصول إلى التحول الرقمي في سورية في العام 2030.
بدوره دعا وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل إلى تجهيز كل الإمكانيات للوجود على الساحة الرقمية فالاقتصاد الرقمي ينعكس على جميع الجوانب والأمور الاقتصادية ولا بد من التشاركية مع جميع القطاعات العامة والأهلية والخاصة من أجل الوصول إلى الساحة الرقمية مبيناً أنه من مهام الوزارة أن تكون راعية للابتكار واقتصاد المعرفة ورواد الاعمال للالتحاق بركب قطار التحول الرقمي لتحصيل المكاسب منه بأسرع وقت من خلال عدة أعمال من أبرزها منح ميزات لكل المشاريع المتعلقة بذلك.
وزير المالية الدكتور كنان ياغي من جانبه أشار إلى الفرق بين السياسة المالية والنقدية وأثر ذلك على التحول الرقمي موضحاً أنه لا يمكن التحول الرقمي للاقتصاد دون خلق الشروط لذلك موضحاً الأهمية الكبيرة لهذا التحول على الأمور المالية وما تسهم به في الدخل الوطني.
كما أشار حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور حازم قرفول إلى أنه لا بد من توافر البيئة الاقتصادية السليمة حتى نتمكن من التحول الرقمي ومن وجود مؤسسات وأفراد جاهزة للدخول لهذا التحول وقال إن أردنا زيادة الإنتاج الاقتصادي لا بد من وجود التكنولوجيا لكن لا بد من أخذ المحاذير من التحول الرقمي ومخاطره بعين الاعتبار ولا بد من وجود تنمية رقمية متوازنة تضمن وصول جميع الأفراد والمؤسسات بشكل سليم لهذا التحول.
ولفت الدكتور رضا السعيدي وزير الاقتصاد التونسي السابق إلى أن وجود عملية قيادية والتنسيق الأفقي بين الوزارات في تونس ساهم بشكل كبير بنجاح الكثير من برامج دعم الابتكار والاختراع والشباب في التقدم بالأعمال مؤكداً ضرورة التنسيق بين جميع الوزارات لتحقيق الأهداف بالشكل الأمثل.
بدوره نوه الدكتور أحمد عبد الفتاح شحاته الأمين العام للاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية باستراتيجية وزارة الاتصالات السورية الطموحة التي تم طرحها خلال الجلسة وذلك رغم المؤامرة الحقيقية على الشعب السوري.
وفي ختام فعاليات اليوم الأول من المؤتمر وقع الدكتور أبو غزالة كتابه الذي يحمل عنوان (المستقبل الرقمي الحتمي.. عالم المدن الذكية).
ومن المقرر أن تستكمل غداً فعاليات المؤتمر بقصر المؤتمرات بدمشق والذي يستمر حتى الـ 11 من الشهر الجاري.
“سانا”