كيف يمكن لظاهرة فردية أن تدخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية؟
إمكانية التحقيق واردة في حال كانت النتيجة مثالية لتوصيف: «أسرع، أثقل، أثرى، أقصر، أضخم، أقوى….» أي إن فكرة الأرقام القياسية محصورة بالتفرد بصفة أو بفعل ما، وتحقيقها مشروط بآلية وقوانين قوامها أسئلة عميقة من قبيل: قابل للقياس، قابل للكسر، قابلية التحقق منه مبني على متغير واحد.. الأفضلية !!
أسئلة كثيرة وجميلة أيضاً فيما لو قيست من حيث البلاغة اللغوية والاقتصادية حتى إنها تحمل في نتائجها شيئاً من المرح والابتسام واللااستهجان إذا ما كان الفوز لأضخم سروال داخلي وأطول أظافر، أو أطول ممشى زجاجي، وتحصيل أكبر عدد من القبلات بـ٦ ثانية على مرأى الشهود والأنظار من محققين وفضوليين ومتتبعي الأخبار..
أما عندنا لو صار و تم الإعلان عن فتح باب الترشيحات لـ”غينيس” حيث الزمان والمكان مجروح الخاطر بتداعيات حرب كونية على البلاد وأفرزت موجعات عدة لامست وجدان الشارع, واقتصاد وطن بعقوبات جائرة وظروف استثنائية عانى فيها المواطن أكبر معاناة عالمية على مرِّ الأزمان, يمكن فيها أن نستلهم قدرتنا على التكيف والصبر والإيمان بنصر الأمة وتسجيل صور قياسية لـ “غينيس” سوري بامتياز يمكن أن نحققه بصور جماعية ومكررة تمثل المؤمن بتخطي الصعاب وبمقولة: «هذا الوقت سوف يمضي»، واستحضار النكتة التي من الممكن أن تهوّن الصعاب، وبالفعل استطاع الواقع الإلكتروني تصدير صور تلتف على الوجع وترسم الأمل بابتسامة شباب زرعوا التفاؤل على طرق متعبة ومهمومة لكنها قائمة على أعمدة وقوننة “غينيس” سوري ينشد النصر ويلفظ صوراً دخيلة على ثقافتنا يمكن أن تستغل ظرفاً اقتصادياً، وتستغل الحراك الصاعد والهابط بسعر الصرف ليسجلوا بحق رقماً لصوصياً قياسياً, يرجمه الشارع والنشامى وأولاد البلد «الكدعان».