العرب والخطأ المتكرر ؟

الأحداث التي تمر بها الأمة العربية في هذه المرحلة تنذر بمخاطر وخيمة لا تُحمد عقباها ولا مدياتها السياسية والعسكرية وفق حسابات الزمن القادم، لمصالح الدول الكبرى التي تسعى للاستيلاء على الثروات والخيرات العربية واستلام فاتورة الاقتصاد العربي.

الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين ومرتزقتهم الإرهابيين، أججوا الأزمات في دولنا العربية لتحقيق أطماعهم العدوانية في العراق وسورية، وليبيا واليمن والسودان والهدف إخضاع العرب للمشروع الأمريكي- الصهيوني بالكامل.

لقد أخطأ الأشقاء العرب بتسهيل الاحتلال الأمريكي للعراق، ففتحوا أرضهم ومطاراتهم للقوات الأمريكية الغازية التي دخلت بغداد بقوة السلاح مع تجييش 500 ألف جندي من المارينز، وكأن العرب المسهلين احتلال العراق لا يعرفون شيئاً عن عروبة هذا البلد وعظمة الشعب العراقي الذي عاش أكثر من سبعة آلاف عام قبل الميلاد ليعطي البشرية أبجدية الحرف وعلوم الحياة.

اليوم يعمل بعض العرب لإعادة الكرّة مرة أخرى في محاولة لتنفيذ السيناريو في سورية، وإفساح المجال أمام الاحتلالين الأمريكي والتركي والعناصر الإرهابية في محاولة للنيل من الدولة السورية.

إن ما يجري في سورية هو امتداد لمؤامرة احتلال العراق أرضاً وشعباً، ولكن بإخراج وسيناريو جديد، حيث أوكلت أمريكا لعملائها تدمير وحرق إنجازات الشعب العربي السوري وحضارته، كذلك ما يحدث في ليبيا واليمن والسودان، خير دليل على تواطؤ بعض العرب في هذه المؤامرة التي تديرها أكثر دوائر المال إجراماً ووحشية، هذه المؤامرة التي يجتمع فيها المرتزقة والجواسيس في خندق واحد مع المحتل بهدف إقامة دويلات طائفية وعرقية وشوفينية لتفتيت الأمة العربية وسلب هويتها، وطمس ثقافتها وإعطاء عوامل دفع وقوة لـ”إسرائيل” ومشاريعها التصفوية للقضية الفلسطينية.

لقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية في بعض القيادات العربية أداة طيعة لتنفيذ أهدافها العدوانية ضد سورية، الذاكرة العربية تختزن سلسلة طويلة من المؤامرات والاعتداءات الأمريكية، كأن العلاقات العربية- الأمريكية لا تستوي إلا في علاقات السيطرة والإخضاع، لذلك يبدو العربي مقبولاً من وجهة النظر الأمريكية إذا ارتضى معايير واشنطن، وإن رفض حلّت عليه صفات “الديكتاتورية والإرهاب”، وتعرض للاعتداء والاحتلال.

لكن، وكي لا نجافي الحقيقة في هذا العالم الذي تحكمه الامبريالية العالمية بالقوة المفرطة أن قدر الشعوب المناضلة عدم الرضوخ والمقاومة، وقدر سورية أيضاً كذلك، وعدم الخضوع لأي إملاءات أو شروط، وما فصول المواجهة اليوم مع المحتلين للأرض السورية إلا الدليل على أن سورية متمسكة بسيادتها وقدسية أرضها وبالمقاومة بجميع الأشكال لتحرير الأرض وعودة كامل الجغرافيا السورية إلى حضن الدولة، وإن أخطأ بعض العرب في دعم احتلال العراق وتدميره فإن أخطاءهم اللاحقة ندفع كعرب ثمنها باهظاً اليوم.

أكاديمي وكاتب عراقي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية