في الحرب على سورية
لا يزال الملف السوري، وبعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية الكونية التي شنّت على بلدنا، حاضراً بقوة، على الساحة الدولية، لكنّ هذا الحضور يأتي من باب مواصلة هذه الحرب التدميرية بكل المقاييس، وكأن مَن يقف وراء هذه الحرب (أمريكا والغرب والكيان الصهيوني ومشيخات النفط والغاز.. إلخ)، لم يشبعوا بعد من التدمير الذي ارتكبه الإرهابيون.
ماكينات إعلامية ضخمة عملت على تزوير الحقائق وتضليلها وتشويهها، مسنودةً بمعارضات دمى عميلة وداعمة للإرهاب، إلى جانب مرتزقة إرهابيين تلقوا التمويل اللوجيستي والمادي من أطراف إقليمية وعربية ودولية.
عشر سنوات من الحرب على سورية أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن عربان ومشيخات وأنظمة ودول كانوا جميعا شركاء في سفك الدم السوري.
عقوبات.. حصار.. تجويع.. كلها وسائل قذرة استخدمت في محاولة لتدمير سورية و”إسقاط” الدولة، وإيجاد كيانات هشة في يد الغرب تسير لاحقاً في الفلك “الإسرائيلي” بعد تحقيق ضرب العروبة والمقاومة التي تعدّ سورية ركيزتها الأساس.
الحرب على سورية كانت مخططا تدميرياً ممنهجاً على كلّ الصّعد، إذ نُهبت الآثار على يد النظام التركي ومجموعاته الإرهابية، وأريد من خلال ذلك طمس الهوية وتغيير المعالم وتدمير الإرث الثقافي والحضاري، كما أرادوا من احتلال المدن التغيير الديمغرافي عبر تهجير سكانها.
لا نُنكر التأثيرات السلبية التي تركتها الحرب على سورية على المجتمع السوري،إذ أدت إلى مزيد من الأزمات، فالأطفال كبروا قبل أوانهم، والشبان قُتلت أحلامهم، وهاجر الكثير من الكفاءات والعقول، وهذا الأمر كان إحدى غايات الحرب لإفراغ البلد من كفاءاتها والتأثير في عجلة التنمية والتطور، إلى جانب طبعاً قوافل الشهداء والجرحى والمفقودين.
ولكن وعلى الرغم من الدمار الذي طال البشر والحجر والعقوبات والحصار الاقتصادي الظالم وغير الشرعي، فإن نهج سورية لم ولن يتغير، والصمود والمقاومة والعمل لاجتثاث الإرهاب وتطهير التراب السوري من دنسه سيبقى هو الأبرز، وقد سطّر جيشنا الباسل ولا يزال ملاحم في التضحية، وأفشل كلّ الرهانات.
ستبقى سورية حرةً أبيّة، كما هي على الدوام، بفضل بطولات جيشنا الباسل وتضحياته الكبيرة، وسيندحر الإرهاب ومشغلوه، كما اندحر كل الغزاة والمحتلين عن تراب وطننا.