أمريكا.. وقرار العدوان
تعاني الساحة الدولية من نزوات رؤساء أمريكا الذين استباحوا الدول، بغرض تصدير أزمات داخلية، إضافة لإرساء قواعد جديدة في النظام العالمي من خلال إرسال رسائل غير مباشرة للهيمنة الأمريكية بالعدوان على الدول الأصغر، حيث لا تستطيع المواجهة المباشرة مع الأقطاب العالمية الأخرى.
“تفويض” استخدام القوة العسكرية الذي انتقل من الكونغرس الأمريكي إلى الرئيس، استعمله رؤساء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عقوداً لتبرير هجمات على الدول، أكثر من 40 مرة لتبرير هجمات في 19 بلداً، وهو مشروع لأمريكيين من الحزب الديمقراطي أعلنوا أنهم سيعملون على تشريع لتعديله، لكن ما التغيير الجيد الذي سيحصل عليه السلم العالمي من تبدل الأدوار هذا؟.
سلطة إعلان الحرب استخدمها كل من دونالد ترامب وجو بايدن وهما من حزبين مختلفين ومتنافسين، ادعى الإعلام العالمي أنهما على طرفي نقيض، فاستخدما هذه السلطة في مناطق مختلفة وخاصة في سورية والعراق في عدوان مستمر على هذين البلدين ومخالف لكل المواثيق الدولية، إذ إن القضية ليست مرتبطة برئيس واحد متهور كالسابق ترامب في البيت الأبيض، إنه مرتبط بعقدة الهيمنة الأحادية التي “تجيز” لصاحبها العدوان على الآخرين.
إحلال السلم والأمن في العالم لا يتوقف على مشرعين أمريكيين، بل على مدى التزام القطب الأمريكي بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتعويض عن الأضرار التي يتسبب بها رؤساء أمريكا للعالم، حين يعتقدون أن قصف الدول الأخرى مجرد نزوة ستمر بلا حساب.
لقد عبرت سورية من مرحلة صعبة، وفي عهد رئيسين أمريكيين من حزبين مختلفين، أكدت الوقائع أن العدوان عادة أمريكية، لا فرق بين رئيس جمهوري وآخر ديمقراطي، فنهج العدوان واحد مع تبدل الأقنعة، ومنْ يعتقد غير ذلك فكأنه يخفي الحقيقة بسراب غطى بصره وبصيرته.
حروب أمريكا التي لا تنتهي، لن يقف في طريقها قانون كان بيد الكونغرس وانتقل إلى صلاحيات الرئيس أو العكس، فانتقال الصلاحية لن يغير من واقع الأمور شيئاً، فالحروب على العالم هي أمريكية وحيث ترى واشنطن مصالحها فقط.