تصعيدٌ مُثمر
تمضي إيران قُدماً في تقليص التزاماتها في سياق الاتفاق النووي رداً على انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق.
آخر الخطوات من جانب طهران جاءت بتعليق العمل الطوعي بالبروتوكول الإضافي الملحق بـ”خطة العمل المشتركة الشاملة” الذي يتيح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية معاينة المنشآت النووية في إيران.
لن تتقبّل أمريكا الهزيمة بهذه السهولة، كما لن تتقبّل، على الرغم من التجاذبات القائمة الخروج الإيراني النهائي من الاتفاق النووي، لذلك خطوتها ستكون دفع الأوروبيين بطريقة غير مباشرة للتوصل إلى تسوية مع إيران، على نحو تكون فيه الدول الأوروبية هي الواجهة وأمريكا في الخلف، تماماً كما كان الأوروبيون في الواجهة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق عبر التملّص من التزاماتهم.
ربما تكون إحدى الخطوات الأوروبية هي تطبيق التزاماتهم في سياق الاتفاق النووي وبإشارة أمريكية، ولاسيما أن الأوروبيين أشد حرصاً على المحافظة على الاتفاق.
على ما يبدو، فإن الدروس الإيرانية لن تحتاج الكثير من الوقت لتؤتي ثمارها، فالقبول الأمريكي غير المباشر بدا واضحاً وسريعاً عبر العديد من النقاط، وهي:
– الإفراج عن مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية من دون أيّ تعليق أمريكي.
– تصريح الخارجية الأمريكية بأن الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 هو الأساس الصحيح من أجل التفاوض مع إيران.
من هذه المعطيات يبدو أن واشنطن غيّرت لهجتها واختارت الخيار الأقل “سوءاً” بالنسبة إليها، على الرغم من ذلك، لابد من الإشارة إلى أن الطريق مازال طويلاً، أي سنشهد المزيد من المناورات الأمريكية والتصعيد ضد إيران قبل وضع حدّ لهذه الفوضى.