ماذا فعلنا نحن ..؟!

لنتفق بداية أن سوء الإدارة يحبط المواطن, وأن الفساد يعمّق الفقر ويجعل المجتمع عرضة للاستغلال, وللأسف فإن النسبة الأكبر من الفقراء تعيش في المناطق الريفية لابتعادها عما يسمى الاستثمار في الزراعة الأسرية الصغيرة, أي محاولة الاكتفاء الذاتي لتأمين ما يحتاجه كل منزل من خضار وورقيات وغيرها, ولذلك باتت الكثير من الأسر بعيدة عن هذا الهدف وهذا ما جعلها تعاني القلة والجوع وعدم توافر الدخل لشراء الغذاء, وهذا ما يجعلنا نسأل عن الإدارة الجيدة والمؤسسات الفعالة لوضع الأرياف على طريق الاكتفاء الذاتي وتخفيف المعاناة للحصول على الغذاء.
قد يقول قائل: وماذا بإمكان الناس أن يفعلوا وقد عانوا ويعانون ويلات الحرب على سورية والفقر؟ وهل يتكبد المواطن مسؤولية فقره أم إن كثرة الوعود بتطوير القطاع الزراعي وكيفية دعم الفلاح والارتقاء بمعيشته في ظل ارتفاعات أسعار جنونية للمنتجات الغذائية, وصدور العديد من القرارات والتي بقيت حبيسة الورق ولم تلق ترجمة فعلية لتنفيذها هي من الأسباب التي دفعت المزارع إلى مادون هاوية الفقر؟ّ
في السنوات الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة تشجيع الزراعات المنزلية من خلال تقديم منحة إنتاجية للأسر الفقيرة, لتكون منتجة وفعّالة, ولتأمين المردود المادي وبالتالي السيطرة على ارتفاع الأسعار, من خلال زراعة أسطح وشرفات المنازل, ولكن – كما العادة – بقيت تلك المقترحات رهن الاجتماعات فقط !!
ولكن ماذا عن سكان الأرياف الذين يملكون ولو مساحة صغيرة أمام منازلهم أليس بالإمكان زراعتها بما تيسر من بعض الأصناف التي توفر عليهم دفع المال والشراء؟ أليس بالإمكان أيضاً حتى في المدن زراعة القليل من الخضراوات على الشرفات والأسطح؟
ولماذا لا تكون الخطة الزراعية القادمة استثمار أي أرض للاستفادة منها والاستثمار فيها؟ وأين الخطط التي قدمت بشأن تطوير الزراعات المنزلية للحد من ظاهرة الفقر والبطالة؟
اعتدنا أن نحمل الجهات المعنية في كل مرة مسؤولية انعدام خدماتنا وفقرنا, ولكن لمرة واحدة لنسأل: ماذا فعلت أنت أيها المواطن؟ بل ماذا فعلنا جميعنا؟ ولم لا نكون شركاء في بناء الوطن؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار