يحدث في..!

يحدث في “بلد حريات” كفرنسا أن تُقيد تلك “الحريات”، كما تحدث بالتوازي اعتقالات تبعاً للانتماء الديني والعرقي، ويحدث أيضاً أن تصبح حرية النشر والتعبير مقيدة بقانون عندما يتعلق الأمر بممارسات الشرطة، وكأن “الديمقراطية تموت في الظلام” كما تحدث الموقع الإلكتروني الفرنسي “ميديا بارت”.

ففي ظل حكم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تكون حماية “القيم” الفرنسية من خلال قانون “الأمن الشامل” الذي يعاقب كل من ينشر صوراً للشرطة أثناء ممارستها العنف أياً كان، وفي فرنسا يُساء للمسلمين بزعم “حرية التعبير” وممارسة “الديمقراطيات”، ويعتقل الأطفال المسلمون ويعاملون معاملة الإرهابيين ويتم استجوابهم لرفضهم الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص)!.

من المستغرب أن يحدث ذلك في فرنسا وليس مستغرباً في آنٍ معاً في عهد ماكرون، لسبب بسيط وهو محاولات ماكرون مراكمة عوامل رافعة لحظوظه الانتخابية في انتخابات 2024، بحيث يعمد ماكرون إلى أن يكون يمينياً أكثر من اليمين المتطرف ذاته، أي إنها جزء من المعركة المرتقبة مستقبلاً مع اليمن المتطرف بزعامة مارين لوبان خلال الانتخابات المقبلة، بحيث يضمن قاعدة يمينية متطرفة تدعمه وتصوت له، وهو تماماً ما كان هدفه من تصريحاته ضد الإسلام واعتبار الرسوم المسيئة لرسول الإسلام “حرية تعبير”.

تتماهى السياسات الغربية والأمريكية وتتقاطع دائماً عند نقطة الرفض للآخر دينياً وعرقياً ولونياً وحتى الرفض لأبناء جلدتهم عندما يتبنون أفكاراً مغايرة لأفكار الطبقة السياسية الحاكمة، وبذلك تتكشف الجذور المتأصلة في تلك المجتمعات وسياسات حكامها، إذ إن ما يحدث يكشف الوجه الحقيقي للغرب والأمريكي وأقرب مثال على ذلك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي قدم صورة أمريكا العنصرية والمتعصبة للعرق الأبيض، وها هو ماكرون وهو يلهث لتحقيق مكاسب انتخابية يُزيل الغبار عن أحد الوجوه الفرنسية العنصرية أيضاً فـ”الحرية” و”الديمقراطية” تأتيان دائماً على مقاس الغرب وعلى ما يراه هو مناسباً ليطلق عليه تلك الصفات.

أكثر من عانى من تلك المصطلحات والتلطي الغربي خلفها هو منطقتنا العربية، حيث دُعم الإرهاب الذي يستهدفنا من جانبهم بينما حُورِب عندهم، وأُطلق على الإرهاب في كثير من الأحيان “معارضة معتدلة” لها “حقوق” بينما المعارضة والمظاهرات لديهم تُقمع تحت مزاعم الإخلال بـ”النظام”.. ببساطة إنها مفارقات غربية!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار